انتهج البيت الأبيض خطاً أكثر تشدداً في ملف الهجرة غير الشرعية، إذ يستعد لطرد 200 ألف سلفادوري، كما قد يطاول المصير ذاته 8500 سوري أواخر آذار (مارس) المقبل. ورفضت الإدارة الأميركية تجديد إذن موقت ممنوح لحوالى 200 ألف مهاجر من السلفادور، يمكّنهم من الإقامة والعمل في الولاياتالمتحدة منذ عام 2001، ما سيسحب منهم حق البقاء في الولاياتالمتحدة العام المقبل. وقد يطاول قرار الإدارة المهاجرين السوريين الذين تنتهي أذونات بقائهم أواخر آذار، وآخرين من هايتي ونيكاراغوا يقيمون بإذن موقت في الولاياتالمتحدة حتى نهاية عام 2019. في غضون ذلك، دخل التحقيق في دور محتمل لروسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية مرحلة مهمة، مع بدء ترتيبات لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمحقق الخاص روبرت مولر، سيكون أساسياً في معرفة هل «عرقل» الرئيس مسار العدالة؟ وأكد محامو ترامب بدء مناقشة كيفية تحديد معايير أي مقابلة مع مولر، بناءً على جهود يبذلها الفريق القانوني منذ شهور. وبثّت شبكة «أن بي سي» أن المحادثات دخلت في شكل اللقاء وتوقيته، في ظل مخاوف من أن عفوية ترامب قد تورطه في «زلّة لسان» أمام مولر وتوقعه في مصيدة القضاء. ومن هنا يُتداول بإمكان توجيه أسئلة مكتوبة يجيب عنها الرئيس، أو تنظيم لقاء في حضور محامين. وأشارت شبكة «سي أن أن» إلى أن فريق ترامب يفاوض على اتفاق مسبق، يحدّد أطر أي لقاء يجمع الرئيس مع مولر، علماً أن مصدراً قال إن الرئيس أعرب عن حرصه على وضع حدّ للتحقيق في أسرع وقت، فيما رجّح مصدر آخر ألا يختتم فريق مولر التحقيق من دون مقابلة مع ترامب. وسيسعى مولر إلى توضيحات من ترامب في شأن أي اجتماع عُقد مع شخصيات قريبة من روسيا خلال حملته الانتخابية، واستكشاف الأسباب الحقيقية لطرده المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي. ويراجع فريق الرئيس كيفية تعامل الإدارات السابقة مع طلبات مشابهة، من أجل حمايته. ويطاول البحث درس مدى حاجته إلى الإدلاء بشهادته تحت القسم، وهل يسعه تقديم إجابات خطية على أسئلة فريق مولر، أو الاكتفاء بتسجيل شهادته. وبثّت «سي أن أن» أن محامي ترامب لا يريدون أن يجتمع موكّلهم مع فريق المحامين الخاصين بمولر، والذين قد يحاولون تصيّد تصريحات منه. وكان الرئيسان السابقان بيل كلينتون وجورج بوش الابن التقيا محققين خاصين، في شأن فضائح قضائية خلال ولايتيهما، تتعلّق بمونيكا لوينسكي خلال عهد كلينتون وكذبه عن علاقته بها، وهذا ما كاد ينتهي بعزله. وأثناء حقبة بوش، التقى الرئيس عام 2004 محققاً خاصاً في شأن كشف هوية عميلة الاستخبارات آنذاك فاليري بلايم. إلى ذلك، يخضع ترامب (71 سنة) لفحوص طبية بعد غد في مستشفى عسكري في ضاحية واشنطن، تقتصر على الوزن وضغط الدم ومستوى الكولسترول. ويتوقع أن يشارك في منتدى «دافوس» المقبل. وكان الرئيس وصف نفسه ب «عبقري مستقر»، بعد ما ورد في كتاب أعدّه الصحافي مايكل وولف ونُشر قبل أيام، أن طاقم البيت الأبيض يبدي شكوكاً إزاء قدرة ترامب على الحكم. معلوم أن الرئيس الأميركي ليس ملزماً كشف نتائج فحوصه الطبية، لكن ذلك تحوّل تقليداً.