غداة الكباش السياسي الذي ظهر في الشارع الليبي أمس، بين أنصار «عملية الكرامة» التي يقودها اللواء المتقاعد في الجيش خليفة حفتر ومناصري التيار الإسلامي الرافضين للانقلاب الذي يقوده الأخير، صرح المسؤول في لجنة القوانين والتشريعات في المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) النائب عمر أبو ليفة إلى «الحياة»، بأن «الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها المحدد في 25 حزيران (يونيو) الجاري، وكل الاستعدادات اتُخذت». وكان حفتر أعلن معارضته إجراء الانتخابات في ظل الفوضى، قائلاً إن «القاعدة في ليبيا تمارس أعمالاً لا يمكن تحملها، فكيف ستجرى انتخابات وسط قطع الرؤوس والأيدي والتمثيل بالناس واحتجازهم في أماكن بعيدة، ناهيك عن أعمال السلب والنهب». ما استدعى رداً من أبوليفة، الذي تساءل: «منذ متى يقرر حفتر خيارات للشعب الليبي؟ إن الانتخابات البرلمانية خيار ديموقراطي اتخذه الشعب وهو الاستحقاق الذي لا رجعة عنه، وسيجري في موعده، اللهم إلا إذا كان هناك ما يزعزع الأمن بصورة كبيرة تخرج عن السيطرة بالكامل». وتطرق أبوليفة إلى مسألة تثبيت الرئيس الجديد للحكومة الليبية أحمد عمر معيتيق في منصبه، وقال ل «الحياة» إن «الأمور ما زالت غامضة، على رغم عدم وجود مبرر لاستمرار عبد الله الثني في تمسكه بعدم التسليم لخلفه، وتمسكه هذا مخالف للمنطق والعقل والقانون والدستور. وهو تمسك لم نعهده من قبل في أي بلد يتخذ فيه البرلمان قراراً بتعيين رئيس حكومة جديد ويمتنع الرئيس السابق عن التسليم والاستلام». على صعيد آخر، أفاد مصدر في ديوان رئاسة المؤتمر الوطني ل «الحياة» بأن الأوامر صدرت أمس إلى جميع العاملين في الديوان للالتحاق اليوم الأحد بأعمالهم بصورة اعتيادية. وأضاف أن اللجان ستبدأ باتخاذ التدابير اللازمة لإعداد تقاريرها النهائية استعداداً ليوم التسلم والاستلام للبرلمان الجديد الذي ستنتجه الانتخابات البرلمانية المقبلة اعتباراً من الأربعاء. ديبلوماسياً، أعلنت تونس أمس، إرجاء اجتماع لوزراء خارجية اتحاد دول المغرب العربي كان مخصصاً للبحث في التطورات اللبية، بسبب «عدم اتضاح الصورة» هناك. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية مختار الشواشي أن المشاورات ستستمر حتى عقد الاجتماع. وكان يُفترض أن يعقب هذا الاجتماع الطارئ الذي أُعلن بداية الأسبوع، اجتماع للمبعوثين الخاصين لدول ومنظمات عاملة في ليبيا في مقدمها الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وفرنسا، لكن هذا اللقاء أُرجئ أيضاً إلى موعد لم يُحدَّد. إلى ذلك، خصصت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب مذكراتها الذي سيصدر في حزيران فصلاً كاملاً للاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) عام 2012، رافضةً في الوقت ذاته الدخول في «عراك سياسي» حول هذه المسألة. وفي مقتطفات جديدة من الكتاب «هارد تشويسز» (خيارات صعبة)، نشرتها أول من أمس صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، ردت الوزيرة السابقة بشدة على الجمهوريين الذين ما انفكوا يتهمونها بأنها حاولت التستر على الطابع الإرهابي للهجوم، خدمةً لمقتضيات حملة إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما. وكتبت كلينتون أن «أولئك الذين يستغلون بلا كلل هذه المأساة لغايات سياسية يقللون من قدر التضحية التي يبذلها أولئك الذين يخدمون بلدنا». وأضافت: «أولئك الذين يصرون على تسييس هذه المأساة سيتعين عليهم أن يفعلوا ذلك بدوني. لن أشارك في عراك سياسي على ظهر أميركيين أموات».