لندن – رويترز، يو بي آي - أثار قرار برمودا التابعة لبريطانيا استقبال أربعة صينيين حرروا من معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا عاصفة سياسية وديبلوماسية في بريطانيا. ودافع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عن القرار بأنه «اتخذ لاعتبارات إنسانية، واندرج ضمن العلاقات القوية التي تجمع بين برمودا والولاياتالمتحدة»، علماً ان المحررين الأربعة ينتمون الى أقلية الاويغور المسلمة المضطهدة في الصين. وقال براون في بيان نشرته صحيفة «رويال غازيت» في برمودا: «نتفهم ضرورة اتخاذ قرارات صعبة غير مقبولة من الرأي العام احياناً، وذلك لأنها الصواب». وأكد ان لندن ستساعد برمودا في إجراء تقويم أمني للرجال الأربعة الذين لا يملكون وثائق سفر، ولا يستطيعون مغادرة الجزيرة البريطانية. وأفرجت الولاياتالمتحدة عن المحتجزين الأربعة في إطار خطة إدارة الرئيس باراك اوباما لإغلاق غوانتانامو مطلع 2010، والتي يرى محللون ان اوباما يواجه صعوبات في تنفيذها، ما يحتم تكيفه مع وقائع السياسة الداخلية. وقال ويلز ديكسون محامي أربعة معتقلين من أقلية الاويغور الصينية المسلمة الناطقة بالتركية: «اعتقد فعلاً انه بات من المستبعد ان تستقبل الولاياتالمتحدة أياً من الاويغور في أحد الأيام». وأعلن جنيف مانتري، الخبير في منظمة العفو الدولية ان إدارة اوباما تخضع «لضغوط متضاربة، إذ ينفذ الوقت أمامها قبل حلول موعد بت المحكمة العليا في 29 الشهر الجاري إذا كانت تقبل النظر في مسعى قدمه المعتقلون الاويغور الذين يطلبون اطلاقهم في الولاياتالمتحدة، والمهلة التي حددها اوباما حتى كانون الثاني (يناير) 2010 لإغلاق المعتقل. ولم يتردد الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس في تأكيد انهم لا يريدون إرهابيين في شوارع الولاياتالمتحدة، غير آخذين في الاعتبار تبرئة هؤلاء المعتقلين من تهم الإرهاب. وانضم ديموقراطيون إليهم في رفض منح الحكومة 80 مليون دولار أقرت لإغلاق غوانتانامو، ما لم تقدم خطة محددة لذلك. ونقلت واشنطن أول من أمس معتقلين اثنين من غوانتانامو، هما شاب يحمل الجنسية التشادية والسعودية، وعراقي الى بلديهما الأم. وأوضحت وزارة العدل الأميركية ان جواد صابر وصل الى العراق ليل الأربعاء - الخميس, أما محمد الغراني فارسل الى تشاد، ما رفع عدد المحررين من غوانتانامو الى ثمانية منذ وصول الرئيس اوباما الى البيت الأبيض في كانون الثاني المقبل. وكان قاضٍ فيديرالي برأ في 15 كانون الثاني محمد الغراني الذي اعتقله الاميركيون حين كان في الرابعة عشرة من عمره، من تهم الإرهاب، فيما يعتقد بأن الإفراج عن صابر نتج من إعادة النظر في ملفه.