وُقعت أخيراً اتفاقيةُ تطوير مشروع سياحي استثماري متكامل (مشروع جوهرة البحر الميت) على الشاطئ الشرقي للبحر الميت بتكلفة 200 مليون دينار، بين كل من «الشركة الأردنية لتطوير المناطق التنموية» ممثَّلَةً بالرئيس التنفيذي الدكتور طه الزبون، و «شركة فهارس للاستثمار» المملوكة من قبل الشيخ فيصل بين سلطان القاسمي، ممثلة بنائب رئيس مجلس إدارة الشركة قاسم إرشيد، وبحضور رئيس هيئة المناطق التنموية والمناطق الحرة الدكتور بلال البشير. وتتضمن الاتفاقية تطوير مشروع سياحي ترفيهي متكامل يقع على الجانب الشرقي للبحر الميت، وعلى قطعة أرض مساحتها حوالى 140 دونماً. ويتمتع المشروع بامتداده الشريطي على شاطئ البحر، ما يعطيه واجهة بحرية ذات قيمة مميزة. وسيشكل المشروع حلقة جديدة تضاف الى سلسلة المنتجعات السياحية الممتدة على الشاطئ الشرقي. وقال الدكتور البشير إن هذا المشروع يأتي كشاهد على أهمية منطقة البحر الميت كمنطقة تطوير سياحي جاذبة للاستثمارات النوعية المحلية والعربية، واعتبره إضافة نوعية على المنتج السياحي الذي ستوفره منطقة البحر الميت، لتصبح بجدارة مقصداً سياحياً في السياحة العلاجية والبيئية والترويحية، وذلك ضمن الرؤية الشمولية التي تبنتها هيئة المناطق التنموية والمناطق الحرة. وذكر انه يتم العمل حالياً على تطوير البنى التحتية لمنطقة البحر الميت ومنطقة جبل عجلون بالتعاون مع جميع الجهات المختصة، خصوصاً تلك التي تتعلق بتزويد المواقع بالمياه والكهرباء، مشيراً الى ان شركة تطوير المناطق التنموية تقوم بإجراء الدراسة حول الأثر البيئي للمنطقة وتجري اتصالات مع المستثمرين المختصين. وأكد البشير ان هناك ثلاث منظومات تعمل عليها هيئة المناطق التنموية والمناطق الحرة من أجل تمكين القطاع الخاص من الاستثمار في هذه المناطق التنموية، وهي: تقديم الحوافز الاستثمارية من خلال تخفيف القيود الجمركية، والحاكمية الرشيدة، حيث إن هناك بيئة شفافة ومرجعية واحدة للاستثمار تحقق التوازنات السليمة، وتسهيل وصول الاستثمار الى الأرض المخدومة، حيث إن التطوير في هذه المنطقة يشكل منظومة متكاملة. من جهة أخرى، أكد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المناطق التنموية، الدكتور طه الزبون، أن المشروع سيكون سياحياً استثمارياً متكاملاً، وسيعمل على تطوير منطقة البحر الميت وتأهيلها، لتصبح مقصداً عالمياً متميزاً. وقال إن الشركة بصدد الانتهاء من المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت الذي سيحدد الفرص الاستثمارية في المنطقة، ما يوفر 200 فرصة استثمارية حقيقية سواء كانت محلية أو أجنبية. وذكر ان الشركة بصدد تطوير البنى التحتية للمنطقة بتزويدها بالمياه ومحطات تحلية المياه، إضافة الى تزويدها بالكهرباء من خلال الاتصال مع كافة الجهات المختصة والمتمثلة بوزارة المياه وشركة الكهرباء الوطنية. أما قاسم إرشيد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة فهارس، فقال إن المشروع سيكون بمثابة مشروع سياحي علاجي متكامل، يشتمل على مستشفى متطور، ويهدف بحسب دراسة الجدوى التي وضعت له، الى مكوث السائح، محلياً كان أو أجنبياً، لأطول مدة ممكنة، تتجاوز 20 يوماً في منطقة البحر الميت. وأكد على ان منطقة البحر الميت تمتاز بأنها مشفى علاجي وصحي، وهو الأمر الذي يشجع على الاستثمار فيها. ويتكون المشروع من العناصر الرئيسية التالية، والبالغة مساحتها الإجمالية حوالى 200 ألف متر مربع، على 1.8 كم واجهة بحرية ذات تصميم فريد في المنطقة، وتحتوي على قاعة حفلات ومؤتمرات و96 غرفة فندقية فئة ثلاثة نجوم و136 غرفة فندقية فئة خمسة نجوم، إضافة الى المطاعم والخدمات اللازمة. وهناك 255 غرفة في فندق فئة خمسة نجوم، إضافة الى مركز مؤتمرات وقاعة رئيسية تتسع لألف شخص، مع إمكان تقسيمها الى ثلاث قاعات منفصلة لتلبية الاستعمالات المختلفة، وست غرف اجتماعات بمساحات مختلفة ومطعمين ونادي للمشتركين وبرك سباحة للصغار والكبار، وبمساحة إجمالية تبلغ 67850 متراً مربعاً. وسيتم إنشاء 140 وحدة سكنية ملحقة بالفندق بمساحة إجمالية 26000 متر مربع مزودة أحدث التجهيزات، وتتناسق مع طبيعة الموقع وعناصر العمارة المحلية بشكل يسمح بالإطلالة على البحر، وتتضمن أربعة نماذج من الفلل بمساحات تتراوح بين 130 - 200 متر مربع، وثلاثة نماذج من الشقق السكنية والأجنحة بمساحات تتراوح بين 50 - 150 متراً مربعاً. كما يتكون من فندق علاجي يتألف من 100 غرفة وناد صحي يتضمن غرف العلاج الطبيعي والفحص وغرف البخار والساونا والجمنازيوم وبركة من مياه البحر الميت والمياه العادية وبمساحة إجمالية 29110 أمتار مربعة. إضافة الى ذلك، يوفر المشروع خدمات ترويحية كاملة ولمختلف الأعمار وبمساحة إجمالية 21670 متراً مربعاً، تتضمن برك سباحة وقاعات للحفلات بمساحات مختلفة ومطعماً رئيسياً ومطاعم للوجبات السريعة والمقاهي ومحلات تجارية وترفيهية والألعاب المختلفة و1150 وموقفاً للسيارات موزعة على كامل المشروع ولخدمة كافة المرافق. ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في الأردن يتم تصميمه بواسطة شركة محلية أردنية. ويشار الى ان الشيخ القاسمي يملك حوالى 70 فندقاً في مختلف أنحاء العالم من سلسلة فنادق ومنتجعات كورال من فئة 5 نجوم في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوبها وشرقها، وهو مالك مجموعة جيبكا الصناعية الضخمة في دولة الإمارات.