روما - رويترز، أ ف ب - أبلغ الزعيم الليبي معمر القذافي قادة أعمال إيطاليين، أمس الجمعة، أن بلاده خصصت 11،8 بليون يورو لجذب استثمارات أجنبية إلى البلاد، وقال إن الأولوية ستكون لرجال الأعمال الإيطاليين. وتحدّث القذافي أمام تجمع صناعي ايطالي في أول زيارة يقوم بها لإيطاليا. وقال إن أكثر من 70 في المئة من احتياجات إيطاليا من الطاقة تأتي من الخارج وغالبها من ليبيا، وإن ايطاليا بحاجة شديدة إلى ليبيا ولذلك فإن ليبيا لن تفضّل تصدير النفط والغاز إلى دول أجنبية على حساب إيطاليا. وأضاف أن الشركات الإيطالية ستكون لها الأولوية في ليبيا. وقالت رئيسة التجمع الصناعي الإيطالي إيما مارسيجاليا إن ليبيا «وعدت باستثمار 11،8 بليون يورو في السنوات المقبلة لجذب الاستثمار الأجنبي وأيضاً من خلال إقامة مشروعات مشتركة في القطاع الخاص». وقالت إنها ترى تعاوناً مع ليبيا في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والهندسة والسياحة. وقالت إيما: «اعتقد أن في وسعي القول إننا أمام منعطف في العلاقات الثنائية». وتراقب الشركات الغربية مشروعات للبنية التحتية والطاقة في ليبيا منذ رفعت عنها العقوبات الدولية في 2003. وتعتبر ايطاليا التي اعتذرت العام الماضي عن الفظائع التي ارتكبتها اثناء احتلالها لليبيا في الفترة بين عامي 1911 و1943 في طليعة الدول التي حسّنت العلاقات الديبلوماسية مع ليبيا وتحصل ايطاليا حالياً على ربع حاجتها من النفط من ليبيا. وتستثمر ليبيا في شركات ايطالية كبرى مثل «اوني كريديت» حيث تشغل مقعداً في مجلس الإدارة وشركة «ايني». وقال عبدالحافظ زليطني رئيس مجلس ادارة هيئة الاستثمار الليبية ل «رويترز» أول من أمس إن بلاده تتطلع لاستثمارات محتملة في قطاعات الكهرباء والبنية الأساسية الإيطالية ومنها شركة الطاقة «اينل» وشركة البناء «ايمبريليو». ويختتم الزعيم الليبي مساء الجمعة الشق الرسمي من زيارته لايطاليا قبل أن يستقبل بصفة خاصة السبت شخصيات في خيمته التي نصبها في «فيلا بامفيلي» أكبر منتزهات روما. وهو التقى أمس بقرابة 700 سيدة من أوساط الأعمال والسياسة والثقافة في اليوم الأخير من زيارة «تاريخية» لايطاليا استمرت ثلاثة ايام وأكد فيها أن «صفحة الماضي طويت وفتحت صفحة صداقة جديدة». وأوضحت وزيرة تكافؤ الفرص مارا كارفانيا أن القذافي طلب عقد اللقاء مع نساء ايطاليات بارزات، موضحة انه سيتيح فرصة لاستعراض «وضع المرأة في افريقيا وعلى الأخص في ليبيا». واتهم الزعيم الليبي الخميس الولاياتالمتحدة بأنها سلّمت العراق إلى تنظيم «القاعدة» بإطاحتها رئيسه صدام حسين. وقال القذافي في خطاب ألقاه أمام أعضاء في مجلس الشيوخ الايطالي: «كان العراق حصنا في وجه الإرهاب، لم يكن من الممكن ل «القاعدة» الدخول إليه بوجود صدام حسين. أما الآن وبسبب التدخل الأميركي، فقد بات العراق مساحة مفتوحة للقاعدة». وتطرق القذافي الذي أقر نظامه بمسؤوليته في أعمال تفجير في الثمانينات، إلى القصف الأميركي على ليبيا الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى بينهم ابنته بالتبني عام 1986، فاتهم واشنطن بأنها تصرفت «مثل اسامة بن لادن» زعيم القاعدة. وتساءل «ما هو الفرق بين الهجوم الاميركي على منازلنا واعمال القاعدة الارهابية؟» واثارت تصريحات القذافي (67 عاماً) الذي فرش له البساط الأحمر عند وصوله الاربعاء الى ايطاليا، ارتباكا بين المسؤولين الايطاليين الذين سعوا إلى تأكيد روابط بلادهم الوثيقة مع واشنطن. وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني «إن كنا نستقبل معمر القذافي، فهذا لا يعني اننا نوافق على كل ما يقوله». وأضاف دانييلي كابيتسوني الناطق باسم حزب شعب الحرية بزعامة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني انه مهما قال القذافي ضد واشنطن «لا يمكن لأي شيء أن يطعن في ما تكنّه ايطاليا للولايات المتحدة من صداقة وامتنان واعجاب». والتقى الزعيم الليبي لاحقاً الخميس طلاباً في جامعة «لا سابيينزا» في روما وقد أثارت هذه الزيارة احتجاجات بين الطلاب ادت الى احتكاكات مع قوى الأمن. ورفعت لافتة احتجاجا على زيارة القذافي كتب عليها «تاجر الموت». ويشارك القذافي الشهر المقبل في قمة مجموعة الثماني في ايطاليا بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي.