تصر مواطنة على أن والدها توفي نتيجة خطأ طبي عقب عملية أجريت له في أحد المستشفيات الكبرى (تحتفظ «الحياة» باسمه)، وتتهم المستشفى بالتلاعب في تحاليل طبية أجريت له بهدف إخفاء الحقيقة أمام القضاء، على رغم أن الهيئة الصحية الشرعية أكّدت أن جميع الإجراءات التي قام بها الأطباء في معالجة والدها كانت صائبة. وقالت بردة الشمري، ابنة المتوفى ل«الحياة»: «دخل والدي إلى أحد المستشفيات الكبرى في الرياض لإجراء عملية قسطرة قبل عامين، وبعدها أصيب بجرثومة في الدم، من دون أن يوضّح لنا الأطباء حقيقة ما حدث، ولم نكتشف ذلك إلا بعد أن ساءت حالته وأدخل إلى المستشفى مجدداً، فقرر الأطباء إجراء عملية أخرى لتغيير شرايين قلبه، وأجريت العملية على رغم أن حالته لم تكن تسمح بذلك، بناء على تقارير طبيّة حصلت عليها بعد وفاته، وتفيد بأن حالته الصحية لم تكن تسمح بالعملية لأنه مصاب بجرثومة في الدم عن طريق القسطرة، وتأكدت من ذلك بعد ما علمت أن المستشفى كان يعالج والدي بمضاد حيوي يُعطى للمصابين بالجرثومة». وأكّدت أن والدها خضع لجراحة في القلب على رغم أن كريات الدم البيضاء لديه وصلت إلى 13.6 وفق التحاليل التي حصلت عليها، في حين أن المعدل الطبيعي هو 8، مشيرة إلى أن حجة الأطباء أمام الهيئة الصحية الشرعية كانت أن حالته الصحية تسمح بإجراء الجراحة وفقاً لتحليل أجري له قبل العملية بيومين، وأن ارتفاع كريات الدم البيضاء حدث بعد الجراحة مباشرة. وتابعت: «هذا يخالف التقارير التي حصلت عليها، إضافة إلى هذا التلاعب فإن المستشفى أصدر تقريراً طبياً عن حالة والدي الساعة 4.35 مساءً وفقاً لتحاليل قال إنه أجراها بعد الجراحة، في حين أن والدي كان لا يزال في غرفة العمليات خلال هذا الوقت، والصحيح أن التحليل الذي أجري ولم نطّلع عليه كان الساعة 4.45 صباحاً، وخرجت النتيجة الساعة 6 صباحاً، وأجريت الجراحة 11.15 صباحاً، وانتهت الساعة 6 مساء، وخرج والدي من غرفة العمليات الساعة 8 مساءً، فكيف يكون المستشفى أجرى تحليلاً لوالدي وهو لا يزال في غرفة العمليات؟». وذكرت أن والدها نقل بعد الجراحة بساعتين من العناية الفائقة إلى العناية الوسطى بحجة أنه أفضل المرضى حالاً عقب وصول حالة طارئة جديدة، وهذا ما أكده أحد الأطباء في الجلسة الوحيدة التي أقامتها الهيئة الصحية الشرعية، متسائلة عن مدى صحة هذا الإجراء، على رغم خروجه من غرفة العمليات قبل وقت قصير في حال غير مستقرة. وتطرقت إلى أن الهيئة الصحية الشرعية رفضت الرجوع إلى ملف والدها، وإلى جميع التحاليل التي أجريت له للتأكد من ارتفاع كريات الدم البيضاء قبل إجراء الجراحة، وإصابته بجرثومة في الدم، على رغم أن أحد الأطباء أكّد خلال الجلسة أن والدها كان يُعطى مضادات حيوية، من دون إيضاح أسمائها ونوعيتها «وفي حال تمت العودة إلى جميع التحاليل التي أجريت لوالدي، سيتضح وجود المضاد الحيوي الخاص بالجرثومة، إضافة إلى التعرّف على نسبة الكريات البيضاء في الدم حينها». وأشارت بردة إلى أنها بدأت رفع شكوى بعد 5 أيام من وفاة والدها، ولم تركز الهيئة الصحية الشرعية على تجاهل الأطباء انخفاض الضغط والأوكسجين الذي حدث لوالدها في اليومين التاليين من الجراحة، مضيفة أن «رئيس الهيئة الصحية الشرعية عرض الدية الشرعية في إشارة إلى إقراره بوجود إهمال، إلا أنني رفضت ذلك، وتقدّمنا بتظّلم على الحكم لدى ديوان المظالم». وذكرت بردة أنها تقدمت بتظلم من حكم الهيئة الصحية الشرعية إلى ديوان المظالم، وطلبت مهلة لتسليم الوثائق والمستندات التي بحوزتها، وحصلت على معاملة استكمال وثائق لمدة 60 يوماً مددتها 60 يوماً أخرى، «حتى اكتشفت أن التظلّم مرفوض خلال الفترة التي كنت أعمل فيها على استكمال المستندات، وعندما اتجهت إلى قاضي الدائرة وسألته عن أسباب ما حدث، أجابني بأنهم ليسوا أطباء، وتفاصيل القضية في ذمة الهيئة الصحية».