الجزائر - أ ف ب - يشير مسؤولون ومحللون إلى استفادة جزئية للجزائر من الأزمة التي يشهدها قطاع السياحة في تونس ومصر والمغرب، تتمثل في انتعاش محتمل للسياحة الداخلية، من دون استقطاب ملايين السياح الذين كانوا يقصدون تلك الوجهات السياحية، كما هي حال اسبانيا وبدرجة أقل تركيا. ويعود ذلك إلى أسباب داخلية تربط قطاع السياحة الجزائري والوضع الأمني. وأكد المسؤول في وكالة «دام تور»، أكبر الوكالات السياحية الجزائرية، محمد ملاح أن «البلد ليس مستعداً لاستقبال أعداد كبيرة من السياح، نظراً إلى عدم كفاية الفنادق والمنتجعات السياحية». وتوجد في الجزائر عشرة فنادق من صنف 5 نجوم، و1170 فندقاً آخر، منها 1100 فندق تابع للقطاع الخاص و70 فندقاً للقطاع عام، ومعظم الفنادق الخاصة ليست مصنفة، بحسب وزارة السياحة. وأشار ملاح إلى أن «ما يحول دون مجيء السياح إلى الجزائر، هو غياب المرافق على الساحل الشمالي، إضافة إلى تدهور الوضع الأمني نتيجة نشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خصوصاً عمليات خطف السياح الأجانب». ونفى وزير السياحة الجزائري إسماعيل ميمون أن تكون الحكومة الجزائرية «فكرت في استغلال الأوضاع الناتجة من الاضطرابات التي عاشتها وتعيشها كل من تونس ومصر، لدعم السياحة في الجزائر». وتشكل السياحة أحد أهم أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ يتوافد أكثر من سبعة ملايين سائح سنوياً، بينهم مليون جزائري. وتراجعت العائدات السياحية خلال الأشهر الثلاثة الأولى العام الحالي بأكثر من 40 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، بحسب أرقام رسمية. وخسرت مصر 2.27 بليون دولار من عائدات قطاع السياحة منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك قبل ثلاثة أشهر، بحسب وزارة السياحة، في حين أعلن «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» تراجع عدد السياح بنسبة 60 في المئة خلال آذار (مارس) الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي. وقال المدير العام للديوان الوطني الجزائري للسياحة محمد أمين حاج سعيد: «نحن لا نعول على مشاكل تونس ومصر، إذ لدينا سياسة سياحية مرسومة ونثق في إستراتيجيتنا». وعارض ملاح هذا الكلام، معتبراً أن «الوزراء المتعاقبين يرسمون خططاً لتطوير السياحة في الجزائر منذ عام 1997 ولا شيء تغير، بل أن الإستراتيجية التي يتحدثون عنها غير واضحة بالنسبة لنا». وإذا كان احتمال تغيير الأوروبيين وجهتهم من تونس أو مصر إلى الجزائر يبقى ضعيفاً، إلا أن الجزائريين المغتربين، خصوصاً في فرنسا والذين اعتادوا قضاء عطلة الصيف في تونس، قرروا العودة إلى الجزائر، وارتفعت حجوزاتهم 14 في المئة مقارنة بالعام الماضي، بحسب مدير فندق «الرمال الذهبية» اربوش مولود. وتوقع ملاح أن «يواجه قطاع السياحة في تونس هذه السنة، وربما السنة المقبلة أيضاً، أزمة، لكنها لن تدوم إذ أنهم مستعدون للانطلاق من جديد بفضل هياكل الاستقبال والخبرة». وأعلنت وزارة التجارة والسياحة التونسية في نيسان (أبريل) الماضي، أنها ستطلق حملة كبيرة لتشجيع السياح الجزائريين على المجيء إلى تونس، إثر تراجع وتيرة توافدهم بنسبة 35 في المئة خلال الفصل الأول من السنة. ويشير خبراء في القطاع إلى أن الجزائر تواجه صعوبات كبيرة في استقطاب السيّاح المحليين، الذين يهجرون السواحل الجزائرية باتجاه الشواطئ التونسية بسبب توافر أماكن الإقامة وانخفاض الأسعار وجودة الخدمات. وأظهرت إحصاءات أن أكبر المستفيدين من الاضطرابات التي واكبت ثورتي تونس ومصر هي اسبانيا، وخصوصاً أرخبيل الكناري قبالة المغرب، إذ زارها خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، 2.66 مليون سائح، أي بزيادة 4.7 في المئة مقارنة بكانون الثاني 2010.