حول تأثيرات هذا الصعود في أتباع الجماعة وأنصارها في منطقة الخليج يقول الباحث يوسف الديني: «الإخوان نجحوا في عدم خلق ترابط بنيوي مع الفروع، إذ اعتمدوا على مبدأ اللامركزية، فهناك فرحٌ كبير وابتهاج بسقوط الأنظمة وبالثورات وتفاؤل بمستقبل الإخوان، لكن أعتقد أن الإخوان منذ مشكلة مطالبة حل الجماعة التي طرحها المفكر الكويتي عبدالله النفيسي، وما حصل من تعارض في الموقف من حرب الكويت والاستعانة بالأميركان، حدث جدلٌ داخلي طويل بين كوادر الجماعة وقياداتها وأسرها، حول التزام التيار القطري في بلد معين، بالأخذ بموقف الجماعة الأم في مصر، أو أن يجتهد بما لا يخرج عن الأفكار العامة للجماعة، لتكون النتيجة في النهاية النظر في المصلحة القطرية، إذ لا يتخذ الأتباع موقفاً يهدد وجودهم الشرعي، فصار هناك نوع من التفويض بما لا يتعارض مع خط الجماعة العام». ويؤكد الديني أن حال الانتعاش لأي جماعة قطرية للإخوان في الخليج، لا تعتمد على الثورات الخارجية، بل على عوامل داخلية كقوة علاقة الجماعة بالجماعات الإسلامية، وقربها للجماعات السلفية، والمؤسسة الدينية الرسمية، وقدرة الجماعات القطرية أو حتى المنتمين فكرياً في إيجاد حلول لمشكلات مجتمعاتهم. لكن مراقبين آخرين لا يستبعدون أن يشهد الخليج تحديداً بعثاً إخوانياً جديداً، بسبب تحولات مناطق عربية لمصلحتهم، إلا أنهم يتفقون مع الديني في أن نجاح الخليجيين من الإخوان في المشهد الجديد، مرهون بالظروف المحلية في بلدانهم التي يحتفظ بعضها بحساسية تجاه هذا التيار، الذي يتوجس السياسيون من بعض أدبياته خيفة.