رأى وزير المال البريطاني جورج اوزبورن، أن نظيرته الفرنسية كريستين لاغارد «مرشح ممتاز» مديرة لصندوق النقد الدولي. وقال في بيان: «نحن ندعمها لأنها أفضل شخص للمنصب، لكنني أعتقد أيضاً، وفي شكل شخصي، أن وصول أول مديرة عامة لصندوق النقد في تاريخه على مدى 60 سنة، سيكون أمراً رائعاً. هي تظهر قيادة دولية حقيقية في رئاسة وزراء المال في مجموعة العشرين هذه السنة، وهي أيضاً مدافعة قوية عن الدول التي تتصدى للعجز المرتفع في الموازنة وتتبع سياسات للإنفاق في حدود قدراتها المالية». وقال وزيرا المال في أستراليا وجنوب افريقيا، في بيان مشترك، إن الجدارة وليس الجنسية هي التي ينبغي أن تحدد من سيخلف دومينيك ستروس - كان كمدير لصندوق النقد. ولفت وزير الخزانة الأسترالي وين سوان، ووزير المال الجنوب افريقي برافين جوردهان، اللذان يرأسان بشكل مشترك لجنة مجموعة العشرين لإصلاح صندوق النقد، إلى أن التقليد القاضي بأن يكون المدير العام للصندوق أوروبي قد عف عليه الزمن. وحضّا على احترام اتفاق لمجموعة العشرين تبنّته قمة بيتسبرغ بالولاياتالمتحدة عام 2009 ودعا إلى اختيار مفتوح لمدير صندوق النقد. وقال الوزيران إن «الأزمة المالية العالمية تُظهر أن العالم في حاجة إلى صندوق نقد دولي قوي ومدير عام قوي، فشرعية صندوق النقد قوّضها لمدة طويلة جداً الاتفاق على اختيار إدارته العليا على أساس الجنسية. ومن أجل الاحتفاظ بالثقة والمصداقية والشرعية في أعين مساهمي الصندوق، يتعين إجراء عملية اختيار مفتوحة وشفافة ينتج عنها تعيين الشخص الأكثر كفاءة كمدير عام، بصرف النظر عن جنسيته». وظل البنك الدولي وصندوق النقد، اللذان أُنشئا بمقتضى اتفاق «بريتون وودز» عام 1944 يعملان منذ 60 سنة وفق التزام غير رسمي لكنه ثابت، يقضي بأن يرأس صندوق النقد أوروبي والبنك الدولي أميركي. وكان ستروس - كان الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره مرشحاً محتملاً لخوض الانتخابات الرئاسية في فرنسا، استقال من منصبه بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب خادمة فندق نيويوركي في 14 أيار (مايو)، وهو حالياً رهن الإقامة الجبرية في نيويورك. وقال مصدر إن المكسيك تميل بشدة باتجاه ترشيح محافظها للبنك المركزي أغستين كارستينز لرئاسة صندوق النقد. ولفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «هناك اتجاه كبير جداً لتقديم الترشيح». وكان وزير المال المكسيكي إرنستو كورديرو قال الخميس إن كارستينز سيكون أفضل المرشحين ليحل محل ستروس - كان. ويبدأ صندوق النقد تلقي طلبات الترشيح اليوم. وعمل كارستينز نائباً للمدير العام لصندوق النقد لثلاث سنوات قبل أن ينضم إلى إدارة الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون وزيراً للمال عام 2006، وأصبح محافظاً للبنك المركزي المكسيكي في كانون الثاني (يناير) 2010. وأكد محامي ستروس - كان، بنيامين برافمن، في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن موكله سيُبرّأ من تهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي. وقال في مقابلته، وهي الاولى له منذ توقيف ستروس - كان، إن موكله «سيدفع ببراءته وبالنهاية سيُبرّأ». وأضاف: «لا شيء أكيد، لكن ما أراه في التحقيق هو أنه سيُبرّأ، وأُعجبْت به كثيراً، فهو صامد رغم كل الظروف»، وتابع برافمن الذي زار اسرائيل للمشاركة في مناسبة عائلية ان ستروس - كان «ليس سعيداً باتهامه بوقائع لم يرتكبها». ويعتبر برافمن (62 سنة) من أبرز المحامين في الولاياتالمتحدة، وتولى الدفاع عن مشاهير أميركيين بينهم المغني الأميركي الراحل مايكل جاكسون. وكشف متخصصون أن محققين محنكين بدأوا التدقيق لحساب ستروس - كان في ماضي عاملة التنظيف التي اتهمته بارتكاب جرائم جنسية، على امل إسقاط شهادتها وتبرئة المدير المستقبل لصندوق النقد. ولم يحظَ تعاقد ستروس - كان مع مجموعة من المحققين الخاصين، وهم مدّعون سابقون ومحققون سابقون ومتقاعدون من جهاز «أف بي آي»، باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن شركة «غيدبوست سوليوشنز»، التي تعرض خدماتها الامنية والاستخباراتية، تعمل لحساب برافمن. ورفض احد محامي ستروس - كان التعليق على هذا الخبر، لكن متخصصين في هذا المجال يرون أن التعاقد مع محققين خاصين امر عادي لدى المتهمين الأثرياء. وتكمن مهمة المحققين الخاصين في البحث عن ثغرات في الوقائع التي قدمها المدعي وكشف كل ما من شأنه إلقاء الشبهات على خادمة التنظيف من اصل غيني (32 سنة)، التي تتهم ستروس - كان بالاعتداء عليها جنسياً ومحاولة اغتصابها في فندق سوفيتل في حي مانهاتن. وأوضح تود هنري من مكتب محاماة يعمل مع محققين خاصين، أن هؤلاء سيحاولون «معرفة المزيد حول مقدمة الشكوى، ومن هي، فلا لا أحد يعرف عنها شيئاً حتى الآن». وقال: «سيحاولون على الارجح أن يعرفوا الأيام والساعات التي كانت تعمل خلالها، وما اذا كانا (ستروس - كان والخادمة) يعرف بعضهما بعضاً من قبل، وهل أقاما سابقاً علاقات جنسية ام لا»، ليثبتوا انهما كانا يعرف بعضهما بعضاً قليلاً على الاقل. وسيحاول محققو ستروس - كان أيضاً معرفة ما اذا كانت المراة اعتُقلت في السابق، وهل تتناول المخدرات، او إن كانت مدمنة على الكحول، وكل ما «من شأنه أن يسيء الى مصداقيتها»، أضاف هنري.