طوكيو، بكين - أ ف ب، رويترز – أعلن والاس غريغسون، مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون آسيا - المحيط الهادئ خلال زيارته لطوكيو أمس، ان الولاياتالمتحدة «ستضمن قدرة الدفاع الذاتي لتايوان»، وذلك رداً على الاحتجاجات العنيفة للصين ازاء صفقة بيع اسلحة اميركية بقيمة 6.4 بليون دولار الى الجزيرة تشمل صواريخ باترويت مضادة للصواريخ وسفناً كاسحة للالغام ومروحيات «بلاك هوك». وقال: «نملك نية حاسمة باحترام كل التزاماتنا في تايوان على صعيد ضمان تمتعها بقدرة الدفاع عن نفسها، وسنواصل التحرك على هذا المنوال في المستقبل، فيما علاقتنا معقدة جداً مع الصين، لكننا نسعى الى ابقائها ودية وحارة، والحفاظ على التعاون معها». في غضون ذلك، واصلت وسائل الاعلام الرسمية في الصين مهاجمة الولاياتالمتحدة بسبب صفقة بيع الأسلحة لتايوان. وأوردت صحيفة «تشاينا ديلي» ان «مبيعات السلاح الاميركية لتايوان تلقي ظلاً طويلاً على العلاقات الصينية - الاميركية». وأضافت في مقال افتتاحي: «مهما كان رد الصين عنيفاً فهو مبرر. لا يمكن لأي دولة تستحق الاحترام ان تقف مكتوفةً لدى تعرض امنها القومي للخطر وتتضرر مصالحها الاساسية». وكتبت ان «القرار الاميركي لا يتعارض فقط مع الحلم المشترك بالسعي الى التنمية والتعاون بين الناس على طرفي مضيق تايوان، لكنه يكشف ايضاً استخدام الولاياتالمتحدة معايير مزدوجة ونفاقاً في شأن القضايا الكبيرة المرتبطة بالمصالح الاساسية للصين». وكان وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي صرح اول من امس، بأن «صفقة السلاح الاميركية المزمعة أضرت بالأمن القومي الصيني والمهمة العظيمة الخاصة بإعادة التوحيد مع تايوان» التي تعتبرها بكين إقليماً انفصالياً، فيما لمحت وكالة انباء «الصين الجديدة» (شينخوا) الى احتمال فرض عقوبات على شركات اميركية، وتأجيل اجراءات لتعزيز التعاون العسكري، وسلسلة زيارات لمسؤولين اميركيين هذه السنة بينها لوزير الدفاع روبرت غيتس واجتماعات بين كبار القادة العسكريين وزيارات متبادلة لسفن حربية. وفيما تشكل قضية اقليم التيبت احد جوانب الخلاف بين بكين وواشنطن، ابلغ مسؤولون صينيون مبعوثي الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما ان لا تنازل عن سيطرة الصين على الاقليم، مؤكدين ان الحكم الشيوعي عاد بالفائدة على المنطقة الجبلية. وقال دو تشينغ لين، المسؤول عن التعامل مع الجماعات الدينية والعرقية في الحزب الشيوعي الصيني: «لن نتخلى ابداً عن سيادتنا الكاملة على التيبت، ولا مجال لمناقشة هذا الامر»، علماً ان ممثلي الدالاي لاما الذي يعيش في المنفى منذ عام 1959 وصلوا إلى الصين الشهر الماضي، بعدما ارست الصين سياسة جديدة شملت كل مناطق التيبت. وأشار دو الى ان المناقشات لن تحقق أي تقدم مع مبعوثي الدالاي لاما «طالما استمرت رحلات الاخير للخارج واجتماعاته مع زعماء اجانب. علماً انه يتوقع ان يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال زيارته لواشنطن هذا الشهر. وفيما عاد مسؤولو حكومة التيبت في المنفى الى الهند امس، أكد الناطق باسم ادراة التيبت ثوبتن سامبهيل ان تصريحات بكين حول السيادة في غير محلها، «لأن الاقليم يسعى الى حكم ذاتي وليس الى استقلال». وبدأت المحادثات بين بكين ومبعوثي الدالاي لاما عام 2002، ثم توقفت عام 2008. حين اندلعت تظاهرات عنيفة مناهضة للسلطات في لاسا عاصمة التيبت في آذار (مارس) 2008 اسفرت بحسب حصيلة رسمية عن سقوط 19 قتيلاً. وتقول جماعات في المنفى ان عدد القتلى الحقيقي أكبر من ذلك. وتصف الصين الدالاي لاما، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، بأنه «زعيم انفصالي يدعو الى العنف تحت غطاء الدين»، بينما يطالب الدالاي لاما بحكم ذاتي حقيقي في مسقط رأسه.