امتدت «احتجاجات الخبز» إلى ولاية النيل الأبيض جنوب السودان، فيما فضّت السلطات تجمعاً نسائياً في الضاحية الشمالية للعاصمة السودانية أمس، في إطار الاحتجاجات على ارتفاع أسعار السلع في البلاد. وعقد الرئيس عمر البشير اجتماعاً مع قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وسط تعتيم على ما دار فيه. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات النساء اللواتي تجمعن في ضاحية الحلفايا في الخرطوم بحري، ثالث مدن العاصمة الخرطوم. ورددت المتظاهرات شعارات مناهضة للحكومة، وطالبن بخفض أسعار السلع ومحاربة الفساد، وأقفلن شارعاً رئيسياً قبل أن تتدخل الشرطة وتستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق التجمع. وشهد حي بري، شرقي وسط الخرطوم، ليل الجمعة تظاهرة ضد الغلاء، ما دفع شرطة مكافحة الشغب إلى تطويق المنطقة. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في السوق الرئيسي في الحي الأقرب إلى قلب العاصمة الخرطوم. وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض جنوب البلاد، إذ تظاهر عشرات أيضاً ضد ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ولجأت الشرطة إلى الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرة. وقال حزب المؤتمر الشعبي المشارك في الحكومة، إنه لن يسكت على التصرفات المخالفة للسلطات في مواجهة المحتجين سلماً، وذلك بعد دعوة طلاب وشباب الحزب القيادة إلى عقد اجتماع طارئ واتخاذ موقف واضح مما يحصل في البلاد. وأعلنت الأمانة السياسية للحزب أن «المؤتمر الشعبي، ومن منطلق مسؤوليته الوطنية والدينية والأخلاقية، يحذر بشدة من تداعيات هذا السلوك الوحشي من الأجهزة الأمنية على استقرار الأوضاع في البلاد». وأكدت أن الحزب «لن يسكت عن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة والمخالفة للدستور ولمخرجات الحوار الوطني التي توافقنا عليها جميعاً، ويطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ووقف كل ألوان الكبت ومصادرة الحريات». واحتشد بعض أنصار «مبادرة الشباب والطلاب» داخل مقر حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم، وأصدروا بياناً طالبوا فيه الأمانة العامة بالانعقاد على نحو طارئ، لتبني موقف واضح ومعلن حيال مستوى تنفيذ الحكومة وثيقة الحوار. وانتقد البيان عدم استجابة السلطات لنداءات «المؤتمر الشعبي» بالسماح بالمسيرات السلمية وحمايتها وإطلاق المعتقلين، ولاحظ أن السلطات عمدت عوضاً عن ذلك إلى قمع وحشي للاحتجاجات، في «انتهاك واضح لحقوق المواطنين الواردة في الدستور، ضاربة مخرجات الحوار الوطني عرض الحائط». وتضامنت الأحزاب الشيوعية في الولاياتالمتحدة وفرنسا والعراق ومصر مع الحزب الشيوعي السوداني، مطالبة الخرطوم بإطلاق القيادات الشيوعية المعتقلة، وفي مقدمهم زعيم الحزب. واعتقل جهاز الأمن الأمين العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، إلى جانب أعضاء اللجنة المركزية صديق يوسف وصدقي كبلو ومحي الدين الجلاد وهاشم ميرغني وكمال كرار والحارث التوم. وتحدث الرئيس السوداني عمر البشير أمس، أمام مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه وسط تعتيم على ما دار في الجلسة السرية التي مُنع الصحافيون من حضورها، كما سحبت من المشاركين هواتفهم الجوالة. وقال رئيس مجلس شورى الحزب الحاكم كبشور كوكو إن «انعقاد شورى المؤتمر الوطني يأتي في ظل ظروف استثنائية، نظراً إلى التحديات الخارجية والصعوبات الداخلية التي أفضت إلى التظاهر والتعبير السلمي، وهو مسموح به طالما نأى عن التخريب».