صادقت اللجنة الأولمبية الدولية اليوم (السبت) على الاتفاق الذي توصلت إليه الكوريتان الشمالية والجنوبية، والذي يقضي بمشاركة بيونغيانغ في الأولمبياد الشتوية التي تستضيفها كوريا الجنوبية الشهر المقبل ب22 رياضياً، مؤكدة أن وفدي الجارتين اللتين لا تزالان رسمياً في حال حرب سيسيران معاً في حفل الافتتاح. وتزامن الإعلان مع إبلاغ كوريا الشمالية الجنوب بأنها سترسل وفداً الأحد للإعداد للنشاطات الثقافية التي ستجرى على هامش دورة الألعاب الأولمبية، بعدما كانت ألغت الزيارة في وقت سابق، وفق ما أعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية. وتأمل سيول بأن تساهم الألعاب الأولمبية التي تجري في بيونغتشانغ في 9 شباط (فبراير) وأطلق عليها «أولمبياد السلام»، بتخفيف حدة الأزمة في شبه الجزيرة التي عاشت أشهراً من التوترات نتيجة برامج بيونغيانغ النووية والصاروخية. وفي إعلان مفاجئ لمناسبة العام الجديد، أعرب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون عن موافقته إرسال وفد إلى بيونغتشانغ. وقبل الاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع في مقر اللجنة الأولمبية الدولية في مدينة لوزان السويسرية، اتفقت الكوريتان على سلسلة من التفاهمات بينها أن يسير وفدا البلدين معاً خلال حفل الافتتاح إضافة إلى تشكيل فريق نسائي موحد في لعبة الهوكي على الجليد. وكان البلدان لا يزالان بانتظار الحصول على موافقة اللجنة الأولمبية الدولية، إذ يتطلب الاتفاق تعليق عدد من القواعد الأولمبية الأساسية وهو ما تحقق السبت. وكشف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ عن الموافقة على مشاركة 22 رياضياً من كوريا الشمالية في ثلاث ألعاب، معتبراً أن «اليوم يشكل محطة رئيسة من رحلة طويلة». وأضاف: «نأمل بأن تفتح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ الباب أمام مستقبل أكثر إشراقاً في شبه الجزيرة الكورية، وندعو العالم إلى الانضمام للاحتفال بالأمل». وكشفت اللجنة الأولمبية الدولية أن الوفد المشارك «سيسير إلى الملعب الأولمبي خلف علم كوريا الموحدة» يحمله رياضيان من الطرفين، كما سيصمم زياً موحداً خصص لهذا الحدث. وأعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن بيونغيانغ أبلغت سيول بأنها سترسل وفداً الأحد للإعداد للنشاطات الثقافية المرتبطة بالألعاب الأولمبية. وكانت بيونغيانغ قررت إرسال وفد من سبعة أشخاص بقيادة هيون سونغ يول نجمة فرقة نسائية لأغاني البوب في نهاية هذا الأسبوع، في زيارة تستمر يومين اعتباراً من السبت لتفقد المكان المخصص للنشاطات الثقافية التي يفترض ان تجرى في سيول وغوانغنوغ في الجنوب خلال الأولمبياد. وستصبح هيون، التي تشير تقارير إلى أنها صديقة سابقة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون، أول شخصية من الشمال تتوجه إلى الجنوب منذ اربع سنوات. لكن بيونغيانغ أبلغت سيول في ساعة متأخرة الجمعة بأنها علقت الزيارة من دون ذكر أي سبب قبل أن تعلن وزارة التوحيد في بيان السبت «ابلغنا الشمال بأنه سيرسل الوفد الثقافي الأحد». وستقام الألعاب على بعد 80 كلم من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين في خطوة تعد بمثابة انقلاب ديبلوماسي. وشاركت كوريا الشمالية، التي قاطعت دورة الألعاب الصيفية في سيول عام 1988، في سبع من آخر 12 دورة شتوية، كان آخرها في فانكوفر عام 2010. ولا تزال الكوريتان في حرب رسمياً منذ انتهاء الحرب الكورية بهدنة، لا بمعاهدة سلام العام 1953. وسترسل كوريا الشمالية 24 مسؤولاً و21 ممثلاً إعلامياً إلى بيونغتشانغ، وفق ما كشف باخ. لكن يتعين على سيول واللجنة الأولمبية الدولية أن تضمنا عدم انتهاك العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة على بيونغيانغ. وتحظر تدابير مجلس الأمن حالياً التحويلات النقدية الى الشمال، في حين وضعت الأممالمتحدة أيضاً قائمة سوداء بأسماء المسؤولين المرتبطين بنظام بيونغيانغ الشيوعي. وقد يشكل الأفراد الذين سيحضرون الى بيونغتشانغ لحضور الألعاب مشكلة في هذا الإطار. ومن المؤكد أن قرار الشمال بالمشاركة أراح الجار الجنوبي، وبدد مخاوف سادت خلال معظم فترة التحضير، لاسيما لجهة أمن الألعاب وتأثيره في مبيعات التذاكر. لكن المنتقدين في الجنوب قالوا ان فريقاً موحداً قد يحرم بعض لاعبات الجنوب من فرصة المشاركة على المنصة الأولمبية.