شهدت مصر أمس تصعيداً في أعمال العنف والتهديد بها، غداة فوز وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية. واشتبك أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مع قوات الأمن خلال تظاهرات أمس وأحرقوا سيارات شرطة، فيما توعدت جماعة «أنصار بيت المقدس» بخوض «معركة فاصلة» في مواجهة النظام الذي هددته ب «فاجعة في عقر داره». (للمزيد) وقدمت حملة المرشح الخاسر حمدين صباحي طعوناً على إجراءات في العملية الانتخابية أمس للجنة المشرفة على الاستحقاق. وقال الناطق باسم اللجنة القاضي طارق شبل إن «اللجنة ستبحث في تلك الطعون وترد عليها (اليوم وغداً)، تمهيداً لإعلان النتائج في شكل رسمي» قبل الثلثاء المقبل. واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسيسي لتهنئته. وقال الكرملين في بيان إن بوتين هنأ الرئيس الجديد «بحرارة على فوزه المقنع». وأضاف أن الرجلين اتفقا «على الإبقاء على اتصالاتهما ناشطة وعقد لقاءات على أعلى مستوى». وهنأ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة السيسي. واعتبر في رسالة أن «الشعب المصري أثبت بمشاركته في إنجاح الانتخابات وبوعيه وسلوكه الحضاري، إرادته القوية للمضي قدماً في بناء مستقبله الواعد في كنف الأمن والاستقرار، بما يحقق تطلعاته في التقدم والازدهار». وأعرب عن «ارتياحنا للعلاقات المتميزة القائمة بين بلدينا الشقيقين، وأؤكد لكم عزمنا الراسخ واستعدادنا للعمل معكم من أجل الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون إلى أعلى المراتب انطلاقا من قناعتنا ببعدها الاستراتيجي وما تفرضه التحديات والرهانات المحدقة بنا». وتمنت وزارة الخارجية الفرنسية للسيسي «النجاح في أداء مهمته الكبيرة». وأكدت في بيان نشر على موقعها أن عملية الاقتراع في مصر «جرت في جو هادئ». لكنها حضت السلطات على «انتهاج مسار انتقال سياسي نحو مؤسسات مدنية تحترم دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات العامة». ميدانياً، خرجت مسيرات عدة ضمت مئات من مؤيدي مرسي في مناطق متفرقة عقب صلاة الجمعة أمس. ووقعت مواجهات مع الشرطة كان أعنفها في حيي المطرية وعين شمس (شرق القاهرة)، والهرم (جنوبالقاهرة). وجرح شرطي برصاص مجهولين في مدينة شبين القناطر (شمال القاهرة)، كما جُرح آخر في واقعة مشابهة في شمال سيناء. وهددت جماعة «أنصار بيت المقدس» بمزيد من العنف. وتساءلت عبر حسابها على موقع «تويتر»: «هل سيكمل السيسي حتى يحكم مصر؟ وإذا حكم هل سيستمر؟»، قبل أن تضيف: «إنها معركة فاصلة بين الإيمان والكفر... وللطواغيت (نقول) تصبحون على فاجعة في عقر داركم بعون الله». وكان الرئيس الموقت عدلي منصور أصدر أمس قراراً بإلغاء قرارات العفو عن العقوبة التي أصدرها مرسي لمصلحة 52 شخصاً، أفيد أن بينهم شخصيات من التنظيم الدولي ل «الإخوان» أبرزها وجدي غنيم وإبراهيم منير ويوسف ندا وإبراهيم فاروق الزيات وتوفيق الواعي. وقال مصدر قانوني في مجلس الوزراء أن مصر ستلاحق دولياً القيادات «الإخوانية» المقيمة في الخارج بعد مراجعة قرارات العفو.