ربما كان لاتحاد كرة القدم مبرره في إقامة مباريات الأسبوع قبل الأخير والأخير من بطولة دوري زين للمحترفين في يوم واحد وتوقيت واحد، إذ حرص على سلامة المباريات من أي تلاعب قد يحدث أو تهاون، كون الطرف الآخر من الهابطين لم يتحدد حتى الآن، إضافة إلى تثبيت المركزين الثالث والرابع، ولن تعرف هوية هذه الفرق إلا مع انتهاء مباريات اليوم الأخير، المحدد بيوم غدٍ. بعد مباريات الأسبوع قبل الأخير، انحصر صراع البقاء بين فريقين عريقين هما الوحدة والقادسية ليرافق أحدهما فريق الحزم الذي تأكد هبوطه منذ أسابيع عدة، وهو خبر غير سار لمحبي الناديين، فالأول وهو الوحدة أحد أول ثلاثة أندية سعودية من حيث التأسيس، وبطل أول كأس للملك ووصيف كأس ولي العهد في الموسم الحالي، والثاني وهو القادسية يسجل له التاريخ أنه بطل كأس الكؤوس الآسيوية وبطل كأس ولي العهد، والفريقان يصنفان على أنهما من فرق الوسط في الدوري السعودي، لكن لم يحافظا على مكانتهما في منطقة الوسط، إذ مرا بالكثير من تجارب الصعود والهبوط قبل تطبيق نظام الاحتراف وبعد تطبيقه، وان تأكد هبوط أحدهما في حال فاز نجران على الهلال أو خرج متعادلاً، مع أن فرصة نجران للبقاء اكبر من فرصة فريقي الوحدة والقادسية، حتى مع خسارة نجران من الهلال، وانتهاء نتيجة إحدى المباراتين بالتعادل. ومساء غدٍ سنودع على أكبر الاحتمالات، إما الوحدة أو القادسية وهبوط أحدهما يعني أن عودته مرة أخرى إلى الدوري الممتاز قد تطول، وذلك بالنظر إلى قوة وصعوبة المنافسين في دوري الدرجة الأولى ووجود لاعبين من أصحاب الخبرة في فرق الأولى، والبعض منهم سبق وأن مثلوا المنتخب الأول أو الأولمبي، وهم ما يسمون بالقادمين من أندية الممتاز، لكنني أرى أن وصول الوحدة والقادسية إلى هذه المرحلة الصعبة والمؤلمة تعود في المقام إلى الصراعات الداخلية والشرفية في الناديين، فهما لم يشهدا استقراراً إدارياً طوال الموسم، ما أسهم بشكل كبير في تردي الأوضاع داخل الناديين، وبالتالي كان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على فريقي القدم في الناديين. هذا يتضح من الصورة العامة، أما من الزاوية القريبة للناديين، فإن ما يحدث في الوحدة يختلف نوعاً ما عما يحدث في القادسية، ففي الوحدة هناك حروب خفية، اللعب فيها على المكشوف والهدف كرسي رئاسة النادي بأي شكل كان وبأي ثمن، مع وجود عمل إداري غير منظم وغير محترف، ناهيك عن الانتخابات لرئاسة النادي التي تمت في وسط الموسم والتي أعادت جمال تونسي، ولكنها أضرت بالاستقرار داخل النادي. أما في القادسية، فإن رئيس النادي عبد الله الهزاع هو أحد مكاسب الرياضة السعودية في السنتين الأخيرتين، واتضح ذلك من خلال العمل المنظم داخل النادي، ورؤية رئيس النادي الجديدة لبناء فريق قدساوي قادر على المنافسة، غير أن إدارته وهو شخصياً اصطدم بالكثير من المعوقات والأصوات الرافضة للتطوير والبناء، وهي ذات النظرة الضيقة لبعض رجالات القادسية، على رغم من محاولات رئيس النادي الانفتاح على الجميع، ولكنه صمد واستطاع أن يفوز بانتخابات الرئاسة لأربع سنوات مقبلة، وهذا ما سيساعد على تحقيق وتطبيق أفكار رئيس النادي التي بدأها منذ أن تولى رئاسة النادي في الفترة الماضية. [email protected]