شهد مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) أمس اشتباكاً بالأيدي وضرباً بالعصي و«العقل» بين نواب من السنة والشيعة، اثر مشادة كلامية وشتائم، بعدما حمل النائب المعمم حسين القلاف على نواب سنة واتهامهم، ومن يعمل معهم من السكرتارية، بأنهم «إرهابيون وتكفيريون». وانتهت «معركة العُقل»، كما سميت بجرح نائبين سني وشيعي. واحتاج بعض المشاركين في «معركة العُقل» الى علاج وتضميد جروح في عيادة المجلس. وسجل النائب عدنان المطوع شكوى قانونية مرفقة بتقرير طبي يؤكد إصابته بجرح تحت العين. وكان لافتاً أن المشاجرة سبقت زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لمبنى مجلس الأمة بدقائق، والذي أعلن أن سفيري البلدين سيعودان الى مركزي عملهما في الكويت وطهران «في أسرع وقت ممكن». واندلع العراك عندما كان المجلس يناقش أوضاع المواطنين الكويتيين فوزي العودة وفاير الكندري، اللذين لا يزالان معتقلين في غوانتنامو. وتكلم نحو 16 نائباً مطالبين بالإفراج الفوري عنهما أو تقديمهما الى محاكمة عادلة، لكن النائب القلاف، الذي لم يكن على قائمة المتحدثين، طلب الكلام وهاجم المعتقلين و «من يتعاطف معهم»، وقال: «إنهم من الإرهابيين». فرد عليه النواب محمد هايف المطيري ووليد الطبطبائي وفلاح الصواغ وغيرهم. ووقعت مشادة حادة رفع على اثرها نائب رئيس المجلس عبدالله الرومي الجلسة. وبينما النواب ينصرفون رفع النائب القلاف العصا، التي يتوكأ عليها، بصورة استفزازية للنائب جمعان الحربش الذي رد بصفع القلاف. وتحرك النائب عدنان المطوع (شيعي) للدفاع على القلاف، فاشتبك معه نواب سنة بالمقابل. وتدخل أمن المجلس ل «فض الاشتباك» ومنع الجمهور من النزول الى «الحلبة» . وبعد السيطرة على الموقف أرسل النائبان عدنان المطوع وسالم النملان الى عيادة المجلس للعلاج من جروح وكدمات، بينما عقد النواب الإسلاميين السنة مؤتمراً صحافياً اتهموا فيه القلاف بالتعمد في اختلاق المشاجرة واستفزاز النواب «للتغطية على زيارة وزير الخارجية الإيراني الى الكويت والموقف الشعبي الكويتي الرافض لها». وحملوا رئيس الجلسة المسؤولية لإعطاء المجال للقلاف للحديث حتى بعد إساءته الى زملائه النواب. وانتقد رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ما حدث في البرلمان وأعرب عن «أسفه لما شهدته الجلسة بسبب اختلاف وجهات النظر». وطالب رئيس المجلس جاسم الخرافي بمعالجة الأحداث «بحكمته المعهودة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الخرافي قوله عما جرى بأنه «معيب». وأمر الخرافي بتأجيل الجلسات الى نهاية الشهر الجاري وبفتح تحقيق. ودعا النائب روضان الروضان أمير الكويت الى استخدام صلاحياته الدستورية وتعليق جلسات البرلمان مدة شهر. واتهم النائب الجريح عدنان المطوع النواب الإسلاميين السنة بأنهم لا يؤمنون بالديموقراطية لأن ضرب نواب البرلمان «شكل من الإرهاب».