أثار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فكرة بناء جسر بين بريطانياوفرنسا خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحسب ما اعلنه مكتب ماكرون اليوم (الجمعة). وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية ان جونسون تقدم بهذا الاقتراح خلال قمة فرنسية - بريطانية أمس قرب لندن، مما أثار ردود فعل تراوحت بين الانتقاد السياسي المهذب الى الدهشة والتوبيخ. ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عنه قوله للرئيس الفرنسي انه «من السخافة» ان دولتين جارتين «تربط بينهما سكك حديد واحدة». وقلل مكتب رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي من الفكرة اليوم، وقال ناطق باسمها: «لم ار خططاً لذلك». واضاف: «ما تم الاتفاق عليه امس، واعتقد ان هذا ما غرّد وزير الخارجية في شأنه ايضاً، هو لجنة خبراء تنظر في مشاريع كبيرة ومنها بنى تحتية». وبدا وزير الدفاع الفرنسي برونو لومير خلال حديثه الى اذاعة «اوروب ا» الفرنسية، غير مقتنع لكنه لم يرفض الاقتراح برمته، وقال: «جميع الافكار تستحق الاخذ بعين الاعتبار، حتى بعيدة الاحتمال منها». وتقوم الفكرة المقترحة على بناء جسر فوق القناة بين دوفر على الساحل الانكليزي الجنوبي وكاليه في شمال فرنسا بطول 35 كيلومتر، ويتساءل خبراء الشحن حول الفائدة الكبيرة من ذلك. وكتبت غرفة الشحن البريطانية في تغريدة: «إن بناء هيكل اسمنتي ضخم في وسط ممر شحن هو الاكثر ازدحاماً في العالم، قد ينطوي على بعض التحديات». وكتبت وزيرة الخارجية في حكومة الظل ايميلي ثورنبيري على «تويتر»: «تجاهلت هذا في وقت سابق لانني افترضت انه غير حقيقي. يبدو انه حقيقي. اعني ... من هم هؤلاء المهرجون الذين يدعون انهم يسيّرون شؤون بلادنا». ويربط نفق المانش بين بريطانياوفرنسا، ويبلغ طوله 50.5 كيلومتر وتعبره قطارات الركاب السريعة «يوروستار»، اضافة الى يوروتانل للسيارات وقطارات الشحن الدولية. وفي 2016 نقل النفق أكثر من 10 ملايين راكب، لكنه يعمل بنسبة 54 في المئة من طاقته فقط. وليست المرة الاولى التي يثير فيها جونسون فكرة مشروع بنية تحتية ضخم. فعندما كان رئيساً لبلدية لندن دعا لبناء مطار عند مصب نهر تيمز لتخفيف الازدحام في هيثرو، فيما بدد خلفه صديق خان خططه لاقامة حديقة جسر في وسط لندن. وتحرص بريطانيا على تقوية العلاقات مع شركائها الاوروبيين فيما تستعد لمغادرة الاتحاد الاوروبي. ووافق ماكرون خلال زيارته على اعارة منسوجة بايو التي تعود للعام 1077 الى بريطانيا في 2022.