محملاً بوعود لتعزيز التعاون الثنائي يبدأ مايك بنس نائب الرئيس الأميركي غداً زيارة إلى المنطقة تقوده إلى مصر والأردن وإسرائيل، والتي سبقه إليها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ويحيط بالزيارة تشنج فلسطيني- أميركي على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة إسرائيل»، وتعليق جزئي من المساعدات لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، مما يضع جولة بنس في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ومحاولة انتزاع تنازل في جهود السلام من تل أبيب. وتوقعت مصادر صحافية إسرائيلية أن لا تسجل الزيارة التي بدأها أمس غرينبلات، أي تقدم في اتصالاته لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، واعتبرتها زيارة «تقويم وضع» ليس أكثر. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من الحكومة الإسرائيلية عن مصدر في الخارجية قوله إن الزيارة جاءت بسبب «الغضب الكبير» للرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي تجلى في خطابه أمام المجلس المركزي الفلسطيني. وأضافت أن غرينبلات يصل إلى المنطقة بعد تطورات لافتة أخرى، في مقدمها قرار ترامب الشهر الماضي في شأن القدس، والتزام واشنطن الصمت إزاء مخططات بناء في المستوطنات في الضفة المحتلة التي أعلنتها الحكومة أخيراً، والتسريبات عن مضمون «صفقة القرن» التي تعكف الإدارة الأميركية على بلورتها، وإعلان واشنطن تقليص دعمها المالي ل «أونروا» ب65 مليون دولار. ولفتت الصحيفة إلى أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن زيارة غرينبلات، ما يوحي بأن الهدف منها ليس أكثر من تقويم أوضاع بعد التطورات الأخيرة، وتشمل لقاءات مع ديبلوماسيين من الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لبحث احتمالات إحياء المفاوضات والتصور الأميركي في شأن الحل. ويغادر بنس واشنطن اليوم متجهاً إلى القاهرة برفقة مسؤولين في البيت الأبيض. وبعد مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتجه بنس إلى الأردن الأحد حيث يلتقي بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وجرت إضافة الأردن إلى الجدول في مرحلة لاحقة وبعد تأجيل الزيارة مرتين. ومن الأردن سيغادر بنس إلى إسرائيل، حيث يقضي يومين ويلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كما يزور حائط المبكى (البراق) ويلقي خطاب أمام الكنيست. وقال المفاوض السابق في إدارة باراك أوباما، إيلان غولدنبرغ ل «الحياة» أن «لا معنى لزيارة بنس في هذا الوقت وقد تزيد حدة التشنج» خصوصاً بعد تقليص المساعدات ل «أونروا». وتوقع غولدنبرغ الذي يدير قسم الشرق الأوسط في مركز الأمن القومي الأميركي، أنه سيكون من الصعب جداً على نائب الرئيس الأميركي أحداث اختراق فعلي في الزيارة، في حال لم يضغط على إسرائيل أو يقدم في خطابه من الكنيست رؤية أميركية تحتضن علناً حل الدولتين. إلا أن الخبير في معهد الدفاع عن الديموقراطيات جوناثان شانزر، أكد أن بنس سيركز على القضايا الثنائية والعلاقة مع كل من الدول التي سيزورها بدلاً من عملية السلام.