في وقت صعّدت بريطانيا هجماتها ضد نظام العقيد معمر القذافي بقصف مقر جهاز الأمن الخارجي (الاستخبارات الخارجية) وموقع تدريب حرّاس الدائرة المحيطة بالزعيم الليبي في العاصمة طرابلس، مُني النظام بنكسة جديدة أمس، بعد انشقاق رئيس المؤسسة الوطنية للنفط شكري غانم وانتقاله إلى تونس، في ضربة قوية جديدة يُمنى بها نظام القذافي. وجاء ذلك في وقت أبدت حكومة القذافي استماتة في الوصول إلى وقف للنار يضمن توقف ضربات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ أبلغ موفد حكومي ليبي موسكو، بأن طرابلس مستعدة للتجاوب مع جهود وقف النار، شرط أن يلتزم بها الثوار أيضاً ويتوقف حلف «الناتو» عن هجماته. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إثر محادثات أجراها مع موفد القذافي الأمين العام لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية محمد الشريف، إن «الرد الذي سمعناه لا يمكن وصفه بأنه سلبي. قيل لنا إن طرابلس مستعدة للنظر في المنطلقات والنهوج التي تستند إلى خريطة الطريق للاتحاد الأفريقي، وللالتزام بما يقتضيه قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1973 على أكمل وجه». وأضاف أن طرابلس تريد أيضاً أن يتخذ من وصفتهم بالمتمردين خطوات مماثلة، وأن يوقف الأطلسي القصف. وأشار إلى أن هذه هي المهمة التي يسعى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالإله الخطيب إلى تحقيقها. وتابع لافروف: «نؤيد خطه الموجَّه إلى إقناع كافة أطراف النزاع بأنه لا يوجد حل عسكري في ذلك الوضع». وفي طرابلس، قال مسؤول ليبي إن لا مؤشرات بعد على أن شكري غانم قد انشق على حكومة القذافي. وقال المسؤول الليبي إن ليس لديه أنباء عن استقالة شكري أو فراره، مشيراً إلى أن من صميم عمل غانم السفر والتعامل مع شركات النفط في الخارج. وكانت مصادر تونسية وفي المعارضة الليبية أكدت أن غانم قد انشق فعلاً.