تونس - رويترز، أ ف ب - قال مصدر أمني تونسي ل «رويترز» أمس الثلثاء إن شكري غانم رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا في طريقه إلى العاصمة التونسية بعدما انشق عن حكومة العقيد معمر القذافي. وقالت الحكومة الليبية انها لا تستطيع تأكيد انشقاقه. وكان مصدر آخر قد ذكر في وقت سابق أمس أن غانم وصل إلى جزيرة جربة التونسية بعدما فر من ليبيا، وقال إنه كان قبل انتقاله إلى العاصمة التونسية «في فندق (في جربة) مع مجموعة من المسؤولين الليبيين الآخرين». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر قريب من الحكومة التونسية أن «شكري غانم غادر ليبيا ودخل بسيارة تونس في 14 أيار (مايو) عبر معبر راس جدير الحدودي». وتابع «أن شكري غانم يقيم حالياً في فندق بجربة (جنوب شرقي البلاد) ولم يسع إلى الاتصال بالسلطات التونسية». وكان المصدر يتحدث قبل إعلان «رويترز» لاحقاً أن غانم في طريقه إلى العاصمة التونسية. وصرّح مصدر نفطي في المعارضة الليبية بأن غانم وصل إلى تونس بعد استقالته من منصبه وانشقاقه على القذافي. وقال المصدر خلال زيارة للعاصمة القطرية الدوحة: «غانم في تونس الآن». وقال علي الترهوني مسؤول النفط والمال في المعارضة الليبية ل «رويترز» خلال زيارة للدوحة: «لقد ترك منصبه على حد علمي.. هذا ما علمناه في الأربع والعشرين ساعة الماضية»، مضيفاً أنه لا يعرف مكان غانم. وقال الترهوني أيضاً إنه يأمل بأن يمثّل ليبيا في اجتماع أوبك المقبل في حزيران (يونيو). وأفادت المعارضة ووسائل إعلام عربية في السابق بأن غانم قد استقال من منصبه لكنه ظهر مجدداً في ذلك الحين وقال إنه في مكتبه يمارس عمله كالمعتاد. وإذا تأكد نبأ انشقاقه فسيمثل ذلك ضربة لإدارة القذافي في معركتها المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد المعارضة المسلحة التي سيطرت على بنغازي والشطر الشرقي المنتج للنفط من ليبيا. كما تواجه الحكومة الليبية عمليات قصف من قوات حلف شمال الأطلسي. وليبيا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) كانت تصدّر 1.49 مليون برميل يومياً غالبيتها (85 في المئة) إلى أوروبا، بحسب الوكالة الدولية للطاقة، غير أن إنتاجها تراجع بشكل كبير منذ انطلاق الانتفاضة ضد النظام في 15 شباط (فبراير) الماضي. وقال المتمردون الذين يسيطرون على شرق ليبيا في بداية أيار (مايو) إنهم لا ينوون استئناف الصادرات النفطية وإن أوليتهم تتمثل في حماية المنشآت النفطية. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قالت في 8 نيسان (أبريل) إن العقوبات الاقتصادية الأميركية ضد النظام الليبي تم توسيعها لتشمل خمسة من أعضاء النظام بينهم شكري غانم. وتم تجميد أرصدة هؤلاء المحتملة في الولاياتالمتحدة. وفي طرابلس (رويترز)، قال مسؤول ليبي إن لا مؤشرات على أن شكري غانم قد انشق على حكومة القذافي. وقال المسؤول الليبي إن ليس لديه أنباء عن استقالة شكري أو فراره، مشيراً إلى أن من صميم عمل غانم السفر والتعامل مع شركات النفط في الخارج. وأضاف: «لم نسمع شيئاً خلاف ذلك».