تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديدات أطلقها بداية الشهر الفائت بقطع المساعدات بالكامل عن الفلسطينيين، وقرر الثلثاء إمداد «وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) ب60 مليون دولار وتعليق 65 مليوناً أخرى بانتظار «النظر فيها مستقبلاً وإعادة تقييم» أداء الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وفي ما يبدو قرار ترامب بمثابة عقاب ل «أونروا»، إلا أنه بنظر الخارجية الأميركية ومسؤولين تحدثت إليهم «الحياة»، يشكل «انتصاراً» للوزير ريكس تيلرسون والتيار الذي سعى من داخل الإدارة طوال الأسابيع الفائتة إلى تجنّب قطع كامل للمساعدات، على حساب مندوبة البلاد لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي. وأبلغ مسؤول أميركي «الحياة» بأن المساعدات «ستصل خلال أيام»، مؤكداً «ضرورتها لمنع شلل الوكالة التي تؤدي دوراً إنسانياً وتربوياً في مساعدة حوالى خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، بعدما كانوا 750 ألفاً عند تأسيس المنظمة عام 1949». ولفت إلى أن تعليق ال65 مليون دولار هو لإعادة تقييم دور «أونروا»، ويشكّل رسالة للأمم المتحدة بأن «ليس على واشنطن تحمّل الأعباء كافة». وقال الخبير في «معهد وودرو ويلسون» والمفاوض السابق في ستّ إدارات أميركية آرون ميلر ل «الحياة»، إن تمويل «أونروا» ولو جزئياً، يعكس حقيقة أن «تيلرسون لا يزال يحظى بثقة الرئيس الأميركي». ولفتت مصادر أميركية رسمية إلى أن تيلرسون ووزير الدفاع جايمس ماتيس هما من أقنعا ترامب باستكمال التمويل، فيما دعت هايلي إلى قطعه بالكامل ومعاقبة عباس.