رقص القلم طرباً وارتجفت أواصره حين أمسكت به هذا الصباح. شعر انه صباح مختلف، يعبق برائحة الوحدة الوطنية رائحة التضامن العربي والإسلامي. رائحة وحدة الدم واللغة والعرق والدين لا رائحة الفرقة والانقسام والتشرذم. للمرة الأولى يخفق قلبي بشدة وأرجو القلم بالتأني. وجدته مندفعاً فرحاً. كيف لا وهو يشهد اليوم يوماً مميزاً ليس له مثيل، يوم الوحدة والتضامن العربي والإسلامي. لقد ولت تلك العهود بخيرها وشرها ونرجو أن تولي عهود أخرى طال صبرنا ونحن نرى في الجانب الآخر أخوة لنا معذبين في الأرض. لقد عانت تلك الشعوب حقبة من الزمن فإذا كانت هذه حالها وهي في أوطانها، فكيف لوطن عانى بل تجرع العلقم وما زال يتجرع نتيجة احتلال بشع، وتهجير من رحم أم تبكي أبناءها، وحصار مدمر سلب كل ما هو جميل. أخيراً أدرك الأخوة أنه لا بد من احتضان الأخت المقدسة وإرجاعها إلى وحدة الصف فهبوا جميعاً انطلاقاً من ميدان التحرير في مصر راعية المصالحة الفلسطينية ومؤيدة الوحدة الوطنية فكان رد الفعل العربي يهدر مؤيداً لقرار شباب ميدان التحرير معلناً استعداده لاختراق السدود والحدود والجدران الحديد والسياجات الأمنية للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. كذلك هرع المهجرون من أبنائنا هرعوا متعطشين حالمين بيوم العودة الى الوطن الأم. إنهم لم ينسوا حلمهم بالعودة إلى قراهم ومدنهم ومسقط رأسهم، فقد عشقوا الوطن وحفر عشقه في قلوبهم، فكيف لا؟ وهو الحبيب الذي لا يضاهيه حب.