أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي أمس (الإثنين)، اعتراض مقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين إماراتيتين أثناء رحلتهما إلى البحرين. وأوضحت «الهيئة» في بيان لها أن «إحدى طائراتها خلال رحلتها الاعتيادية المتجهة إلى المنامة، وأثناء تحليقها في المسارات المعتادة، تم اعتراضها من مقاتلات قطرية في تهديد سافر وخطر لسلامة الطيران المدني، وخرق واضح للقوانين والاتفاقات الدولية». وأشارت إلى أن «الرحلة المذكورة هي رحلة اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية جميع الموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً»، مشددة على أنها «ترفض هذا التهديد لسلامة حركة الطيران وستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لضمان أمن وسلامة حركة الطيران المدني». من جهتها، علقت السلطات القطرية على الحادثة الأولى فقط، نافية على لسان مسؤول في وزارة الخارجية الأنباء المتواردة عن اعتراض مقاتلاتها طائرة مدنية إماراتية. وفي اتصال مع «الحياة» أمس، قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه: «إن ما حصل من تعرض للطائرات الإماراتية هو محاولة قرصنة جوية أو بالأحرى إرهاب، تم أثناء تحليقها في المسارات المعتادة في خرق واضح للاتفاقات والقوانين الدولية ذات الصلة، وبخاصة تلك الصادرة عن المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) وما نص عليه اتفاق شيكاغو للطيران المدني الدولي وتعديلاتها لعام 1994». وأكد أن «أحد طياري المقاتلات القطرية هو تركي، يحمل اسماً غير إسلامي، وقدم التهديد لطيار طيران الإمارات باللغة الإنكليزية»، مضيفاً أن «هناك ما يؤكد أن سفر الأمير تميم بن حمد إلى تركيا صباحاً قبل تعرض مقاتلاته للطيران المدني الإماراتي هو يأتي بإطار التنسيق التركي - القطري العسكري، ويدل على وجود تخطيط وتعاون في استهداف جميع طيران الدول المقاطعة لنظام قطر». وبين أنه «ستتم المحاسبة الدولية والعربية، وبخاصة أن هذا يعتبر أول عمل عربي خليجي عدائي بالطائرات الحربية ضد طيران مدني عربي خليجي، والفريق القانوني في الإمارات والدول التي تأثرت في ما حصل تدرس الآن كل الخروق والتهديد وتعد الشكوى التي سترفع أمام الهيئات الدولية». وقال: «إن ما حصل يذكرنا بسلوك القذافي كطفل يحمل رشاشة ولا تعرف ماذا وأين سيضرب؟ فلا رادع قانوني ولا أخلاقي لمجنون يدعم الإرهاب، والمؤسف في الأمر أن يستغل نظام قطر المرتزقة في الأرض لتهديد سماء أبناء الخليج، إذ كان في الطائرة ركاب من دول مجلس التعاون الخليجي»، لافتاً إلى أن «ما يحصل محاولة لإنقاذ الحرس الثوري الإيراني الذي هدد قبل أيام بضرب دول عربية زعم أنها دعمت الاحتجاجات في إيران، ويجب ألا نخضع لهذا الفخ وأن يكون الرد على هذا الانتهاك القطري السافر بشكل دبلوماسي وقانوني وإعلامي مواكباً لحجم الانتهاك الذي عرّض سلامة الركاب المدنيين للخطر». وأردف طه قائلاً: «القاعدة اختطفت طائرات وقامت بعمليات إرهابية وإيران فجرت طائرات أميركية في الماضي، وخطفت إسرائيل طائرات عدة، و(داعش) هدد باستهداف الطائرات المدنية، ونظام قطر طبق التهديد، وحاول خطف طائرة مدنية وإرهاب المدنيين، وذلك لأن من يحكم الدوحة عصابة، وليست دولة أو على أقل تقدير هكذا يتصرفون كالحوثي يهدد سلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر». وأشار إلى أن «إيران تهدد المياه الدولية في مضيق هرمز، ونظام قطر و(القاعدة) و(داعش) يهددون سلامة الملاحة الجوية في الخليج العربي، وفي الأيام المقبلة قد يقوم نظام قطر بإرغام طائرات مدنية للهبوط في مطاره، وذلك سيعتبر خطفاً وقرصنة جوية». *الزعتر: النظام في الدوحة لايزال يمضي في طريق التصعيد أوضح الكاتب خالد الزعتر أن اعتراض المقاتلات القطرية الطائرات المدنية هي خطوة تصعيدية تؤكد أن النظام في الدوحة لايزال يمضي في طريق التصعيد، وهو ما يؤكد رفضه التام للحلول الدبلوماسية، مضيفاً في اتصال مع «الحياة» أمس، أن الخطوة التي أقدم عليها النظام في قطر، التي تهدد الملاحة الجوية في الخليج العربي، لا تختلف عما يقوم به الحوثيون من تهديد الملاحة في البحر الأحمر، ويؤكد أن عقلية هذا النظام أقرب لعقلية الميليشيات، وهو ما يعني أن من يتولى إدارة الحوثيين في اليمن يتولى إدارة النظام في قطر. ولفت إلى أن «هذا يعني أن الطرق الدبلوماسية لاجدوى منها مع نظام تسيطر عليه العقلية الميليشياوية، وبخاصة أن المتابع لإدارة الأزمة يجد أن نظام قطر يسعى لإعطاء بعد عسكري للأزمة بدء بسباق التسلح وصولاً إلى تهديد الملاحة الجوية في الخليج العربي، وهذا بيدي ما سيفرض في نهاية المطاف، ومع استمرار السياسات التصعيدية والاستفزازية من النظام القطري على الرباعي العربي، التعامل مع هذا النظام بالحل العسكري، وبخاصة بعد أن أثبت هذا النظام أنه أقرب للعقلية الميليشاوية وتقويضه لفرص التسوية الدبلوماسية». وحول تحريف مضمون فيديو منسوب للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، بين الزعتر أنه «لا يمكن النظر إلى هذا الموضوع إلا أنه محاولة من النظام القطري لدق إسفين بين العائلة الحاكمة المعارضة للنظام، وبين دول الخليج التي سعت لاحتوائهم وتوفير الأمن والحماية لهم، كما أن هذه الخطوة محاولة لإرهاب المعارضين داخل العائلة الحاكمة من خلال السعي لخلق أجواء من عدم الثقة بأن من يعارض سينتهي به المطاف إلى مصير لا يختلف عن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وهي خطوة تؤكد أن النظام في قطر لديه مخاوف من اتساع دائرة الانشقاقات داخل العائلة الحاكمة».