بعد أكثر من 24 عاماً، ها هو أسطورة كرة القدم الأولى في العالم، الأرجنتيني دييغو مارادونا يعود إلى منطقة الخليج مدرباً لفريق الوصل الإماراتي كما تشير الأخبار! كانت الزيارة الأولى في عام 1987 للنادي الأهلي السعودي، يومها حضر مارادونا مشاركاً في مهرجان اليوبيل الذهبي الذي أقامه الأهلي آنذاك لمرور 50 عاماً على تأسيسه. وما بين التاريخين تغير مارادونا، ومرت حياته بالكثير من التقلبات، وإن كان مازال يحسب له أنه انتزع لبلده الأرجنتين كأس العالم بموهبته الفذة، وواصل نجوميته في ملاعب إيطاليا مع فريق نابولي، وتلك الرحلة إلى إيطاليا صنعت لفريق نابولي اسماً وحضوراً كبيراً دخل به التاريخ، وأدخلت مارادونا في مقابل ذلك تاريخاً آخر في رحلة الإدمان التي ظلت تطارده إلى وقت قريب، إضافة إلى حياته غير المنضبطة! وأمام هذه الرحلة الطويلة المرتبكة لهذا النجم العالمي المثير للجدل، ظلّ هناك من مازال يتناقل روايات ألفتها الظروف بعد مجيء مارادونا إلى جدة ومشاركته لفريق الأهلي في احتفالات اليوبيل الذهبي، حيث يربط البعض غياب فريق الأهلي الطويل عن بطولة الدوري كل هذه السنوات بحضور مارادونا، وهذا ربط فيه ظلم كبير، وتبرير في غير محله، بل على العكس من ذلك، فقد ساهم حضوره في ذلك الوقت، أن أصبح اسم النادي الأهلي يتردد في وكالات الأنباء العالمية والصحف ومحطات التلفزة، وقد كان حدثاً لا يمكن أن يصنعه غير الأهلي، الذي كان يرأس مجلس إدارته الأمير خالد بن عبدالله (رئيس هيئة أعضاء الشرف الحالي). واليوم يعود مارادونا إلى الخليج، ولكن هذه المرة مدرباً، على رغم من فشله في مهمة تدريب المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا، الأمر الذي جعل الاتحاد الأرجنتيني يصدر قراراً بإقالته، ما يؤكد أن اللاعب النجم ليس شرطاً أن يكون نجماً في التدريب، ولعلي هنا أجد لإدارة نادي الوصل العذر في اتخاذها لهذا القرار بتعيين مارادونا مديراً فنياً للفريق في الموسم المقبل، فربما يحقق مع الفريق الوصلاوي ما فشل في تحقيقه مع منتخب بلاده، في حال انبهار اللاعبين بشخصية مدربهم واسمه الكبير في عالم كرة القدم كلاعب لم تنجب ملاعب كرة القدم لاعباً مثله حتى اليوم!، لكن الغريب أن النادي الأهلي الذي قرر أن يحضر مارادونا في عز نجوميته، فأحضره، وأراد أن يأتي بمدربين عالميين على شاكلة ديدي وسانتانا ولازاروني وسكولاري، بقي عاجزاً عن إحضار مدرب حتى الآن، ومتردداً في حسم بقاء عماد الحوسني أو رحيله! باختصار.. الأهلي لم يعد يتحدث لا داخل الملعب ولا خارجه، وإذا ما استمر صمت الأهلي، وقراراته البطيئة على هذا المنوال، فإنه في موسمه المقبل قد لا يجد فريقاً اولمبياً يهديه بطاقة الدخول إلى كأس الأبطال، وربما حدث له أكثر من ذلك. عبدالله الشيخي [email protected]