استشهد شاب فلسطيني، وأصيب أكثر من 85 آخرين، بينهم 20 طفلاً وصحافيان أحدهما جروحه خطرة، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة حول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، النار وقذائف الدبابات على مسيرات سلمية إحياءً للذكرى الثالثة والستين للنكبة التي صادفت أمس. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة أدهم أبو سلمية إن شاباً يبلغ من العمر 18 سنة استشهد فوراً إثر إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه مسيرة سلمية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأصيب 90 آخرون في مناطق متفرقة من القطاع. ووصف حال عدد من الجرحى بأنها تراوح بين طفيفة ومتوسطة، فيما أصيب الزميل المصور الصحافي محمد عثمان بجروح خطرة نتيجة إصابته بعيار ناري في الصدر. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقذائف المدفعية في اتجاه مسيرة جماهيرية سلمية شارك فيها آلاف الفلسطينيين وقادة الفصائل والقوى ومتضامنون أجانب، عشرات منهم من إيطاليا، وسط هتافات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وتؤكد التمسك بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وبلداتهم وقراهم التي دمرتها العصابات الصهيونية إبان نكبة فلسطين عام 1948. ورشق عشرات الشبان والفتية جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما كان الآلاف يرفعون علم فلسطين ومفاتيح ترمز إلى حق العودة وأسماء بلداتهم وقراهم المدمرة. وتم تنظيم فاعليات موحدة ومشتركة للمرة الأولى منذ الانقسام عام 2007. وأعلنت سلطات الاحتلال حال الطوارئ في المناطق المحيطة بالقطاع، وأغلقت معبر بيت حانون (ايرز) شمال القطاع، وكثفت انتشارها العسكري على طول السياج الحدودي، وعلى طول الحدود مع مصر، تحسباً لوصول آلاف المتظاهرين المصريين وتدهور الأوضاع الميدانية. ومنعت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة في غزة التي تقودها «حماس» عشرات الفلسطينيين من اقتحام معبر رفح مع مصر بعدما تجمع عشرات المتظاهرين أمام بوابة المنفذ الوحيد لسكان القطاع مع العالم الخارجي، مرددين هتافات تدعو إلى دعم الفلسطينيين وإسنادهم لمواجهة الاحتلال. وشدد رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية على تمسك الفلسطينيين بحق اللاجئين في العودة، وقال في كلمة عقب أدائه صلاة الفجر في المسجد العمري الكبير في غزة أمس إن «هناك متغيرات ستؤدي إلى انهيار المشروع الصهيوني في فلسطين وانتصار مشروع الأمة»، متمثلة في «توقيع اتفاق المصالحة، والثورات العربية، والوعي الفلسطيني والعربي». واعتبر أن «وحدة الشعب أساس لتحقيق النصر والتحرير وعودة اللاجئين لوطنهم، والمصالحة والوحدة أمران في غاية الأهمية، وتنفيذ اتفاق المصالحة بدقة وأمانة هو أمانة في أعماقنا سنحرص عليها وسننفذها بإذن الله». وقال مفوض شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» زكريا الآغا إنه «مهما تباعدت المسافات فلن نتخلى عن حق العودة، فالشعب موحد واحد، والقضية واحدة لا تتجزأ، وجوهرها هو قضية اللاجئين وإنجاز حق العودة وفق القرار الدولي الرقم 194».