لا أرى مباراة أكثر أهمية خلال هذا العام من مباراة الاتحاد والهلال المقبلة في دوري المحترفين الآسيوي. وبصراحة قد تفسد كل الأفراح الهلالية لو خسرها الزعيم، وسيتصالح العميد مع جماهيره الغاضبة لو صح ادعاء محمد نور في تصريحه الأخير بأن الاتحاد سيقدم العيدية للهلاليين كجزء من إكرام الضيف! وأما إذا فاز الهلال – وهو المتوقع – فسوف يزداد الهلال توهجاً ونجاحاً، وستتعاظم المشاكل الاتحادية فوق ما هي عليه والتي في الأصل ليست بناقصة! الاتحاد فنياً ولياقياً وعمرياً وإدارياً في أسوأ مراحله، ولكن من مبدأ (قدها خربانة خربانة) أرى أنه أقل ضغطاً من الهلال وبكثير، وهي الورقة الرابحة الوحيدة للعميد، فالكل يدري بأن هذه البطولة بالتحديد هي مطلب الهلاليين الحقيقي حتى لو (كابر من كابر) وزعم بان البطولة لم تعد مطمحاً كما تم الإعلان عنها في تصريح سابق! نأتي للمنطق والذي لا يعترف كثيراً بعلم النفس ولا يهتم بشكل مبالغ فيه بالجماهير الاتحادية التي سيمنح لها الاتحاد الآسيوي 90 في المئة من مدرجات الملعب، فالمنطق يقول إنها أقرب للزعيم حتى لو جاء ديمتري ببهجا وكماتشو والفونسو معاً، فمن شاهد لقاءات الاتحاد الأخيرة، سيكتشف أولاً أن لياقة الفريق في أدنى مستوياتها، فضلاً عن أعمار ثلاثة أرباع لاعبيه الذين تجاوزوا الثلاثين، وثانياً الفريق بالكاد يصنع فرصتين أو ثلاث أمام القادسية والوحدة، فما بالك بمواجهة دفاع الزعيم الصلب! لذلك أقول صادقاً للاتحاديين بألا يعولوا كثيراً على هذه المباراة، ويجب أن يتقبلوا الهزيمة – لو حدثت – بواقعية تتماهى مع أوضاع الفريق وإمكانيات لاعبيه الذين وإن استطاعوا خطف ثلاث بطولات من أمام الهلال وجماهيره في الخمس سنوات الأخيرة وبكل تفوق، فذلك لا يعني بان الحال كما كانت في السابق، فلا نور هو نور ولا مناف ولا الصقري ولا المنتشري ولا حتى هزازي! ولا أقول مبروك للزعيم مقدماً، فالصحيح أنها كرة قدم وقابلة للمفاجآت، ولكن ورغم معرفتي بهذه الحقيقة، أرى أن الهلال لابد أن يفوز في هذه المواجهة، ليس لأنه الأقوى والأفضل هذا العام، ولكن حتى لا تترسّخ في ذهنية عشاقه وفي عقلية منافسيه بأن هذه البطولة باتت عقدة حقيقية لزعيم البطولات (المحلي) كما يتهكم كارهوه! متفرقات.. - لا سحر ولا يحزنون كما يزعم البعض عن مالك معاذ، فالقضية أنه لاعب يفتقد لكثير من أبجديات الكرة، ولكن رشاقته المذهلة أخفت عيوبه في السابق، وحين غابت الرشاقة بحكم السن ظهرت العيوب! - لو لم تقدم إدارة فيصل بن تركي سوى عمر هوساوي وغالب وسعود حمود وعباس لكفاها هذا الإنجاز، وإذا كانت المسألة سوء اختيار أجانب هذا العام، فذلك لا يعني فشل الإدارة، ولا يعني بأن الموسم القادم ستتكرر المشكلة! - مبروك مقدماً لمحمد بن داخل.. وأرجو أن يسلم منهم! [email protected]