أكد وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله أن الأمور تسير بشكل إيجابي بشأن الخلاف مع قطر، لافتاً إلى تصريح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني الأسبوع الماضي، وقال في حوار مع «الحياة» أنه كان تصريحاً متفائلاً، أشار فيه إلى التطور الإيجابي في معالجة الملفات العالقة بين دول مجلس التعاون. وشدد على أن الكويت مستعدة لأن تلعب دور الوسيط فى التقارب السعودي - الإيراني. وحول ما اذا كان الفراغ الرئاسي في لبنان مقلقاً للدول الخليجية قال «يبقى الفراغ مؤثراً، فربما يقود إلى تطورات ليست في مصلحة لبنان وشعبه، ونتمنى من الأشقاء في لبنان حسم الأمر واستكمال حلقة السيادة». وهنا نص الحوار : كيف تنظرون إلى أهمية زيارة أمير الكويت إلى إيران الأحد المقبل.. وما هي أبرز الملفات التي سيتم استعراضها مع القيادة الإيرانية؟ - من دون شك هذه الزيارة تاريخية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وهي أول زيارة له إلى إيران منذ تسلمه الحكم في البلاد، ونحن ننظر إليها أنها تأتي في ظروف دقيقة وحساسة بالمنطقة، وتأتي في ظل التطورات السياسية المتلاحقة التي تستدعي الوقوف أمامها للتشاور بين دول المنطقة في هذا الوقت بالذات. وإيران دولة مهمة في المنطقة، وكذلك على المستوى العالمي، فهناك دور إيراني بارز، وهناك ملفات تستدعي أن يكون هناك تشاور في شأنها معها، ولقاء القيادة الكويتية - الإيرانية في هذا الوقت هو لقاء مهم، وسيكون هناك بحث معمق للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وهناك بحث للملفات الإقليمية والمواضيع التي تشغل المسؤولين في الكويتوإيران، منها الملف السوري والوضع في العراق ومسيرة السلام، إضافة إلى الوضع في مصر، وكل هذه الملفات هي ساخنة لا بد من التشاور والتنسيق في شأنها، كما أنه سيكون هناك استعراض لوضع منطقة الخليج العربي، والعلاقات الخليجية - الإيرانية، وما صدر أخيراً من بوادر انفراج في العلاقات السعودية - الإيرانية، من خلال ما أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وأكد فيه عزم الرياض توجيه دعوة لوزير الخارجية الإيراني، وهذا من دون شك يصب في تحسين العلاقات الخليجية مع إيران، كما أننا نرى أنه لا بد من الحوار واللقاء مع إيران كونها دولة مهمة بالنسبة إلينا. إذاً، أنتم متفائلون بالتصريحات الإيرانية تجاه الخليج؟ - نعم، نحن متفائلون ليس بالأمس أو اليوم، وإنما منذ أتت القيادة الإيرانية الجديدة برئاسة حسن روحاني، وتحديداً منذ أن أعلن عن توجهات إيرانية إيجابية تجاه دول المنطقة، وتجاه الملفات الشائكة التي تتعامل بها إيران مع المجتمع الدولي، ومنها الملف النووي الإيراني، وهناك مؤشرات إيجابية في الحقيقة صدرت، ولا بد لنا من استثمارها والبناء عليها مستقبلاً. وزيارة الشيخ صباح إلى إيران هناك تفاؤل كبير بنتائجها، وبأن يكون التعاون الإيراني مع الملف الخليجي أكثر إيجابية وواقعية وينعكس بشكل إيجابي على مستقبل وأمن واستقرار دول مجلس التعاون في المنطقة. في ظل تبادل الرسائل بين الرياض وطهران.. هل من الممكن أن تلعب الكويت دور الوسيط في هذه الزيارة؟ - الكويت في الحقيقة مستعدة أن تلعب هذا الدور، وأي شيء ممكن أن يعود بالمنفعة والأمن والاستقرار وتحسين العلاقة للدول الخليجية، فالكويت تسعى إلى هذا الجهد، خصوصاً أن هناك ما يشجع على ذلك التوجه، كون هناك مبادرات ورسائل إيجابية بين السعودية وإيران، وهذا شيء ممكن البناء عليه والانطلاق منه إلى آفاق أرحب. وكيف سيحل هذا التقارب أزمات المنطقة خصوصاً الوضع في سورية؟ - من دون شك هذا التقارب والانسجام إن تم وحصل بين السعودية وإيران سيكون له أثر كبير في حل كثير من ملفات المنطقة، وسيكون له دور إيجابي في مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها. في شأن الوضع المتردي في سورية.. كيف رأت الكويت الدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة وترشح بشار الأسد لها؟ - نحن نشعر بألم جراء تدهور الأوضاع في سورية واستمرارها، وبعد ما أعلن من إجراء انتخابات رئاسية نشعر بأن ذلك سيدمر كل الفرص وأي جهد، ويلغي الأمل في الوصول إلى حل سياسي في سورية، والانتخابات الرئاسية ستقود إلى وأد العملية السياسية في البلاد بكل أسف، وبالتالي لا نرى في نهاية النفق أي ضوء يمكن أن يشجع في تحقيق الحل السلمي لهذه المأساة التي يعيشها أبناء الشعب السوري، ولكن يبقى الأمل موجوداً، والرجاء أن تتطور الأمور في شكل إيجابي يمكن من تحقيق الحل السلمي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية. ومن جانبنا، الكويت انتهجت العمل والدعم الإنساني من خلال عقد المؤتمرات التي احتضنتها، والكويت على استعداد لتقديم المزيد من الدعم للشعب السوري داخل سورية أو خارجها. في الشأن اللبناني.. هل بات الفراغ الرئاسي حالياً مقلقاً للدول الخليجية؟ - الحقيقة أنه على رغم بوادر الهدوء التي يعيشها لبنان حالياً، إلا أن الاستحقاق الرئاسي يبقى استحقاقاً مهماً، ويبقى الفراغ مؤثراً، كونه ربما يقود إلى تطورات ليست في مصلحة لبنان وشعبه، ونتمنى من الأشقاء في لبنان حسم الأمر واستكمال حلقة السيادة لاستحقاق رئاسي يتوافق عليه الجميع لكي ينعم لبنان بالأمن. عودة الخليجيين إلى لبنان هذا الصيف.. هل تم رفع التحذيرات من السفر إليه التي صدرت قبل 3 أعوام؟ - التحذيرات السابقة صدرت في ظروف صعبة، ولكن الآن الوجود الخليجي في لبنان يمتاز بأعداد لا بأس بها، ويبدو من خلال هذه المؤشرات في موسم الصيف الحالي أن الخليجيين سيحضرون في شكل كبير خلال هذه الفترة، وإسهامهم بعودة استقرار لبنان وسلامته، وعلى الإخوة في لبنان الاستفادة من فترة الصيف. ما الجديد في الأزمة الخليجية مع قطر في ظل الاجتماعات الوزارية المتزايدة؟ - الأمور تسير بشكل إيجابي، وأشير إلى تصريح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني الأسبوع الماضي، وكان تصريحاً متفائلاً، أشار فيه إلى التطور الإيجابي في معالجة الملفات العالقة بين دول التعاون وأن هذه المعالجة تسير بالشكل الصحيح، ونحن نأمل بمواصلة هذا النهج الذي سينهي كل الخلافات والقضايا العالقة بين الدول الأعضاء.