اجتمعت العادات والتقاليد لتحاكي الحاضر وتستذكر الماضي وترسم المستقبل، مع انطلاق فعاليات مهرجان «ليالي الشرقية»، الذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية، وبمشاركة 8 دول عربية، فكل مجتمع له جذور تاريخية يمثلها تراثه الحضاري، بما يعكس تنوع التراث الحضاري للشعوب. وتجمع أبناء الجاليات العربية على أرض متنزه الملك عبدالله في الواجهة البحرية بالدمام، وتوافد المواطنون وأبناء الجاليات من مناطق عدة، لحضور أول مهرجان عربي، يستمر 12 يوماً وانطلق يوم الأربعاء الماضي. ومع الانطلاقة الأولى للمهرجان، أشعلت الأركان الحاضرة، أنوار العادات والتقاليد، مع أهازيج الفولكلور الشعبي، ولم تترك الأركان جانباً إلا ويروي حكاية تتعلق بالتعليم، والتراث، والمأكولات، والآثار، وغيرها من جوانب متنوعة قادرة على إيصال الهدف لمن يراها. وفي ركن المغرب توافد العديد من المواطنين والمغاربة وجنسيات أخرى، للتعرف على ثقافة الفنون فيها، فرائحة الشاي المغربي تفوح في المكان فهو رمز الترحاب وحسن الضيافة، وأول ما يقدم للضيوف، ويشرب ساخناً دلالة على حرارة الاستقبال ودفء المودة، وتتنوع طرق إعداده هو الآخر من منطقة إلى أخرى، إلا أن الشاي الصحراوي يبقى الأشهر، فيقدم في كأس زجاجي صغير مملوء إلى المنتصف فقط، وهذا ليس من نقص في حسن الضيافة، بل لأن هذه الكمية القليلة هي عصارة ما قد تشربه من الشاي ليوم كامل، إذ يتم غليه ثلاث مرات حتى يقترب لونه من السواد فيصبح ثقيلاً جداً، بحسب القائمين على الركن والمشرفين عليه. أركان أخرى تنتثر في المكان، الذي يزهو بعادات وتقاليد تعتبر موروثاً اجتماعياً تاريخياً، بحسب سمينة الساهري المغربية القادمة من مدينة جدة، وجاءت لترى العادات المغربية، إذ تتداخل رائحة البحر الشرقي، ونسائم بلدتها في المغرب. وتقول الساهري: «جاليات عربية جاءت إلى المنطقة الشرقية لترى هذا المهرجان العربي الأول من نوعه، فالثقافة هي التاريخ، والتاريخ لا تدركه الأجيال إلا بالعودة إلى الماضي، واليوم عدنا إلى ماضينا، وما شدني إلى مهرجان ليالي الشرقية، المدة الزمنية، إذ يستطيع من هو بعيد المجيء إلى منطقة الرمال الذهبية، وهي المنطقة الشرقية التي احتضنت أفضل مهرجان تاريخ ثقافي، لكي نرى ما يحدث على أرضها من فعاليات متنوعة، فاليوم تمتزج الأنفاس بحب العروبة والتمسك بالثوابت والقيم العربية، وهذا ليس مستغرباً على المملكة العربية السعودية» جاليات عدة حضرت في المكان، والمواطنون يتغنون فرحاً بما تقدمه أمانة المنطقة الشرقية من جهود لكي تصبح الشرقية وجهة تاريخية تتخذ على عاتقها محاكاة التعددية الثقافية والتنوع التاريخي. ويقول المواطن عبدالله آل ساري: «إن شرقيتنا جوهرة تتلألأ، وتحمل ثقافات الدول التي تجذب مئات السياح والمهتمين، ومن واقع مسؤوليتنا جميعاً أود أن أقول إننا رأينا بلدنا وجهة أساسية للقدوم إليه، إذ كنا دوما نفضل السفر والبحث عن كل ما هو جديد، وجديدنا اليوم في شرقيتنا». وضمن فعاليات مهرجان «ليالي الشرقية» والذي يقام في متنزه الملك عبدالله بالواجهة البحرية بمدينة الدمام، والذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية، جذبت زفة العروس المغربية زوار المهرجان، إذ قامت فرقة الجالية المغربية بتقديم عروض فولكلورية بزفة العروس والفولكلور الأمازيغي والطقطوقة، إضافة إلى بعض الفعاليات التراثية المختلفة. وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان محمد الصفيان، أن مشاركة الجالية المغربية في فعاليات مهرجان ليالي الشرقية والمقام في إجازة منتصف العام الدراسي بالواجهة البحرية بالدمام تأتي ضمن العروض الفولكلورية والثقافات المتنوعة التي تقدم من الدول العربية المشاركة. وأضاف الصفيان أن الجالية المغربية تميزت في مشاركتها بعروض فولكلورية بزفة العروس التي نالت استحسان الحضور في التعرف على ثقافات البلدان الأخرى بخاصة في مناسباتهم الاجتماعية، مشيراً إلى أن الفعاليات تشارك بها 18 فرقة من مصر والمغرب ولبنان وسورية واليمن والسودان. يذكر أن المهرجان سيقدم العديد من العروض المتنوعة، إذ ستقدم الفرقة المصرية عرض الصوت والضوء للأهرامات وعروض السيرك المصري وعروض التنورة، وتياترو الشرقية فيما ستقدم الفرقة الشامية عروض الدحة والدبكة والعرضة الشامية وعرض السيف والترس، إضافة إلى المأكولات الشامية الشهيرة.