تشترك دول العالم في مواجهة تحديات بيئية متشابهة، لكن نسبة المساهمة وقوة التأثير تتفاوتان بين دولة وأخرى، فيما تجتهد الدول في وضع خطط قصيرة ومتوسطة الأجل لتفادي تفاقم التأثيرات السلبية الناتجة عن استهلاك مصادر الطاقة التقليدية، فالعودة إلى الوراء لم تعد متاحة، في ظل الاعتماد الكبير على النفط والغاز، ما يتطلب الاستمرار في رفع الإنتاجية من المصادر ذاتها. ولفت التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن التحديات التي تسعى دول العالم إلى تجاوزها حالياً، تتمثل في معالجة التلوث وخفض الانبعاثات الناتجة عن التصنيع ومتطلبات تحسين جودة البيئة، بعد ظهور مشاكل جديدة ومتزايدة في مجالات الملوثات العضوية ذات المعادن الثقيلة والمواد الكيماوية. وأشار إلى «أن أهمية اعتماد إستراتيجية فاعلة لتقليل الأضرار البيئية ومكافحة التلوث، تنبع من قدرتها على تحقيق التوازن بين تكاليف خفض الأضرار ومكافحة التلوث وإبقائه ضمن حدود آمنة». ونقل عن تقرير أعده «المنتدى الاقتصادي العالمي»، بالتعاون مع «مؤسسة بوز أند كومباني» العالمية، «أن رأس المال المطلوب لتعزيز الطاقة البديلة وخفض الاعتماد على الوقود في قطاع النقل والمواصلات بمعدل 25 في المئة بحلول عام 2030 يصل إلى 400 بليون دولار سنوياً». وأفاد بأن حسابات كلفة الأضرار البيئية، على رغم أهميتها، «لا تزال نظرية في جانب كبير منها، ويصعب تطبيقها في كثير من الأحيان بسبب مشاكل في القياس أو التمويل، نتيجة لغياب المعلومات الكاملة عن مصادر التلوث وآثاره ووسائل معالجته ودرجات التلوث المسموح بها، إضافة إلى عدم توافر المعرفة العلمية الكافية بالأضرار البيئية، ما يصعّب إيجاد الحلول العملية في شكل مباشر وقابل للتطبيق». واستعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع الماضي في دول المنطقة، ففي السعودية، وقَّعت «شركة معادن للدرفلة»، والمملوكة لكل من شركة «التعدين العربية السعودية» (معادن) بنسبة 74.9 في المئة، وشركة «ألكوا» الأميركية بنسبة 25.1 في المئة، عقداً مع شركة «سامسونغ» الكورية بقيمة 2.2 بليون ريال (590 مليون دولار) لبناء مصنع للدرفلة. ويشمل العقد الأعمال الهندسية التفصيلية وتوريد المعدات والإنشاء وأعمال الاختبارات والتجربة، ويُتوقع أن ينتهي المشروع بعد 32 شهراً. وتسعى «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» إلى افتتاح أكبر محطة في العالم لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية بحلول عام 2012 في مدينة الخفجي، تقوم بتوريد 30 ألف متر مكعب من المياه النظيفة يومياً. وأبرمت «مجموعة محمد المعجل» عقدين مع شركة «أرامكو السعودية» بقيمة 636 مليون ريال لبناء الإنشاءات الصناعية والسكنية في الشيبة. ويُذكر أن العقدين يشملان أعمال الهندسة والتصميم والمشتريات والتشييد، على أن يستغرق إنشاؤهما 37 شهراً. وتبني «أرامكو» منشآت ضخمة للغاز غير المصاحب في الشيبة، وتشمل مصنعاً للغاز الطبيعي المسيل. ووقعت «الصحراء» للبتروكيماويات، عدداً من الاتفاقات مع «شركة التعدين العربية السعودية» (معادن)، الأول لإنشاء مجمع الصودا الكاوية وثاني كلوريد الإيثيلين في مجمع شركة «الصحراء للبتروكيماويات» في مدينة الجبيل الصناعية، ويُقدر حجم الاستثمار ب 750 مليون دولار. وينص الاتفاق الثاني على توريد كامل إنتاج الصودا الكاوية المركزة إلى «معادن» لاستخدامه في مشروع إنتاج مصفاة «الألومينا» في رأس الزور. ويُذكر أن الطاقة الإنتاجية للمشروع تبلغ 250 ألف طن سنوياً من الصودا الكاوية المركزة و300 ألف طن من ثاني كلوريد الإيثيلين، وأن نسبة المشاركة هي 50 في المئة لكل شركة، ويُتوقع انتهاؤه في الربع الرابع من عام 2012. وفي الإمارات، أعلنت «شركة أبو ظبي لصناعات الغاز المحدودة» (جاسكو) عن إبرام اتفاقين لعقدي أعمال التصميمات التفصيلية وتوريد المعدات والمواد والإنشاء والتشغيل على أساس السعر الشامل مع تسليم المفتاح لمشروعي مصنع «حبشان» لتحبيب الكبريت و»ميناء الرويس الثاني» لمناولة وتصدير الكبريت بقيمة تصل إلى نحو أربعة بلايين درهم (نحو بليون دولار). وفازت شركة «دودسال» بمشروع مصنع «حبشان»، وائتلاف شركة «تيكينت» وشركة «جابر» بمشروع «ميناء الرويس الثاني». وفي قطر، ألغت «شركة الكهرباء والماء القطرية» خططاً لبناء محطتين للكهرباء في سورية، إذ وُقعت فقط مذكرة تفاهم ولم يتحقق أي اتفاق رسمي. وأبرمت «شركة قطر للبترول» اتفاقاً لمدة 30 سنة مع شركة «جاي إكس نيبون» اليابانية للتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه. وستجري أعمال التنقيب في المنطقة (أ) التي تبلغ مساحتها 6173 كيلومتراً مربعاً قبالة ساحل قطر. وتعهدت «جاي إكس نيبون» التابعة لشركة «جاي إكس هولدنغز»، باستثمار 100 مليون دولار مبدئياً مع إمكان زيادة الاستثمارات مستقبلاً. وفي العراق، أكد مصدر مطلع في صناعة النفط، أن شركة «إكسون موبيل» الأميركية وشركاءها، منحوا شركة «شلومبرغر» للخدمات النفطية عقداً لحفر 15 بئراً جديدة في المرحلة الأولى لحقل غرب القرنة النفطي، ووضعت اللمسات الأخيرة على العقد قبل أيام، لكن العقد النهائي لم يوقَّع بعد. يُذكر أن الإنتاج الحالي للمرحلة الأولى من الحقل يبلغ نحو 340 ألف برميل يومياً. وحصلت «إكسون» و «رويال داتش شل» على صفقة تطوير المرحلة الأولى من الحقل الذي تُقدر احتياطاته بنحو 8.7 بليون برميل، في مناقصة أجراها العراق عام 2009 لمنح عقود تطوير حقول النفط. وتعتزم وزارة النفط العراقية توقيع اتفاق مع مجموعة «أس أن سي- لافالين» الكندية للهندسة والبناء، لتقديم خدمات استشارية تتعلق بمد أنابيب النفط والغاز من البلاد إلى البحر المتوسط مروراً بسورية. يذكر أن العراق وسورية اتفقا العام الماضي على مد ثلاثة خطوط أنابيب أساسية عبر حدودهما بهدف نقل الغاز والخام من الحقول العراقية إلى مرفأ بانياس السوري الواقع على البحر المتوسط. ولفت المسؤولون في قطاع النفط العراقي، إلى أن أحد خطوط أنابيب الخام سينقل 1.5 مليون برميل يومياً، والخط الثاني 1.25 مليون برميل يومياً، فيما لم تحدد قدرة الخط الثالث.