اعتقلت الشرطة التونسية اليوم (الخميس) مزيداً من المحتجين في أعمال شغب وتخريب الليلة الماضية، ليرتفع عدد المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات إلى 600 شخص، بينما انتشر الجيش في مدن عدة، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية. وقال الناطق باسم الوزارة خليفة الشيباني، إن «القوات الأمنية اعتقلت حوالى 330 شخصاً متورطين في أعمال تخريب وسلب الليلة الماضية، ليرتفع عدد المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات العنيفة إلى حوالى 600 شخص». وأفاد شهود بأن الجيش انتشر في مدينة تالة القريبة من الحدود الجزائرية، بعد انسحاب كلي لقوات الأمن من المدينة الليلة الماضية عقب حرق المتظاهرين لمنطقة الأمن الوطني بالمدينة. وانتشرت الاحتجاجات العنيفة في أرجاء البلاد منذ الاثنين الماضي، ضد قرارات حكومية بفرض ضرائب جديدة ورفع الأسعار ضمن موازنة 2018، لخفض العجز في الموازنة، وإرضاء مقرضين دوليين يضغطون على تونس، لتدشين إصلاحات اقتصادية تأخرت كثيرا. وينظر الغرب إلى تونس باعتبارها النجاح الديمقراطي الوحيد بين دول ما يسمى بانتفاضات الربيع العربي التي تفجرت في 2011. وشملت احتجاجات الليلة الماضية مدن أخرى عدة، من بينها باجة، وسوسة، وسليانة، والعاصمة، والمهدية، ونابل والقصرين، حيث كانت عنيفة وشهدت عمليات تخريب ونهب وحرق. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز ولاحقت المحتجين. وانتشر الجيش في سوسة وقبلي أيضا، سعيا لحماية المباني الحكومية التي أصبحت هدفا للمتظاهرين في مدن عدة. واتهم رئيس الوزراء يوسف الشاهد أمس «الجبهة الشعبية»، ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد، عدم التحلي بالمسؤولية والتحريض على الفوضى والاحتجاجات العنيفة قائلا: «أنا أسمي الأمور بمسمياتها. الجبهة الشعبية غير مسؤولة».