قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في حديث الى «الحياة»، إن النظام السوري ذاهب في اتجاه الحائط اذا لم يغيّر خطه السياسي، وإذا استمر في تحليل مفاده بأن الحركات التي يواجهها هي بتشجيع من الخارج، مشدداً على ان فرنسا تعتبر ان الرئيس بشار الاسد مسؤول عن قمع ادى الى مئات القتلى. وأكد جوبيه ان العقيد معمر القذافي انتهى، وان فرنسا تريد تعزيز العقوبات على ايران لأنها بدأت تؤتي نتائجها. وأضاف انه سيتوجه الى الشرق الاوسط الاسبوع المقبل للبحث في إطلاق عملية السلام، مؤكداً ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لا يمانع دوراً سياسياً فرنسياً. وأوضح جوبيه، في المقابلة التي أجرتها «الحياة» معه في مكتبه في وزارة الخارجية حيث فصّل لمدة 45 دقيقة سياسة بلاده تجاه الشرق الأوسط، ان التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) الروسي والصيني هو العقدة أمام التوصل الى قرار في الاممالمتحدة تعمل فرنسا وبريطانيا على استصداره ويدين القمع في سورية. ورأى ان الولاياتالمتحدة غير ناشطة للتوصل الى قرار في المجلس لمعاقبة سورية لأنها تعتبر أن من الصعب التوصل الى هكذا قرار. وأوضح ان «لائحة أسماء المسؤولين السوريين الذين فرضت عليهم عقوبات من بروكسيل اقتصرت حتى الآن على عدد معين من الأسماء ولا تشمل الرئيس الاسد، لأن الكثير من شركائنا يعتبر أنه ينبغي إبداء قدر أكبر من الصبر حياله»، مضيفاً: «هذا ليس موقف فرنسا لأننا نعتبر أنه (الأسد) مسؤول عن قمع أدى الى مئات عدة من القتلى». ورأى جوبيه أن ما يحصل في سورية لا بد أن تكون له نتائج في لبنان، نظراً الى الروابط القديمة والوثيقة بينهما. وتمنى أن يزود لبنان نفسه بأسرع وقت بحكومة واسعة التمثيل. وكشف ان فرنسا تعمل من أجل استئناف التفاوض مجدداً بين إسرائيل والفلسطينيين، على أن يكون مؤتمر المانحين للفلسطينيين نهاية حزيران (يونيو) مؤتمراً سياسياً لإطلاق مسيرة السلام بنهج يصل الى قرارات بالعمق على أساس المعايير المعروفة جيداً، أي العودة الى حدود العام 1967 مع إمكان تبادل متفق عليه، والقدس عاصمة الدولتين، وضمانات أمنية لإسرائيل، واندماجها إقليمياً. واعتبر ان نهج المصالحة الفلسطينية يشكل فرصة للذهاب في هذا الاتجاه. وشدد على انه قبل أيلول (سبتمبر)، موعد اجتماع الجمعية العمومية في الأممالمتحدة، ينبغي ان تحصل أمور على صعيد استئناف الحوار الفلسطيني - الاسرائيلي، مضيفا انه سيتوجه الأسبوع المقبل الى الشرق الأوسط ليرى الإمكانات التي ينطوي عليها اتفاق المصالحة الفلسطينية، وإن كانت «حماس» على استعداد للتقدم بالاتجاه المطلوب، وهو الاعتراف بإسرائيل وبالإتفاقات الموقعة معها ووقف العنف. ورأى انه ثبت ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية فشلوا بمفردهم في تحقيق السلام، وأن أطرافاً أخرى مثل فرنسا والاتحاد الأوروبي بإمكانها أن تكون مفيدة لحلحة الأمور. أما بالنسبة الى العمليات العسكرية على ليبيا، فاعتبر جوبيه ان استراتيجية فرنسا هي تكثيف الضغط العسكري على القذافي لأنه لن يفهم غير استخدام القوة، وهذا بدأ يسجل مكاسب. واعتبر أن القذافي انتهى، وانه لا يمكن البقاء في الحكم لمن أسقط ألوف الضحايا من شعبه، مضيفا أن المحكمة الجنائية الدولية تنظر في قضيته.