دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتظاهرين في العراق إلى تكثيف احتجاجاتهم على وجود الإحتلال الأميركي، فيما طالب بعض المتظاهرين الحكومة بموقف واضح من نية الكويت بناء ميناء في جزيرة بوبيان، وحمّلوا رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس ائتلاف «العراقية» اياد علاوي مسؤولية تردي الاوضاع في البلاد. الى ذلك، يحضر ناشطون لما سمّوه «الانتفاضة الثانية في جمعة القرار والرحيل» في 10 حزيران(يونيو) المقبل بعد ثلاثة ايام من انتهاء مهلة المئة يوم التي منحها المالكي لحكومته لإنجاز اصلاحات سياسية واقتصادية وخدمية. وتظاهر مئات العراقيين في ساحة التحريرفي «جمعة الوفاء»، حاملين لافتات وشعارات، بينها المطالبة بإطلاق المعتقلين والقضاء على البطالة واصلاح العملية السياسية ومكافحة الفساد وتوفير الخدمات العامة، اضافة الى التنديد بالخطوة الكويتية الاخيرة المتعلقة ببناء ميناء «مبارك» في جزيرة بوبيان المجاورة لمدينة الفاو في جنوب العراق، ما يحرم العراق مزايا اقتصادية. ورفع المتظاهرون الاعلام العراقية وصور المعتقلين ولافتات تدعو إلى اطلاق سراحهم والى اصلاحات شاملة، ورحيل القوات الاميركية واستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة. وحمّل المتظاهرون المالكي وعلاوي مسؤولية تردي الاوضاع في البلاد، على خلفية تصاعد الاتهامات بينهما خلال اليومين الماضيين. ورفعوا لافتات حملت عبارات «شباب العراق يناشدون الساسة عدم مجاملة من يريد استغلال العراق». و»لا لنهب ثروات العراق من الكويتيين». ودعا النائب عن الكتلة «العراقية البيضاء» عزيز المياحي الحكومة الى الاستماع الى «اصوات الجماهير المطالبة باتخاذ موقف صارم من التجاوزات الكويتية في انشاء ميناء كبير في جزيرة بوبيان». وقال المياحي في بيان أصدره أمس ان «المتظاهرين الذين خرجوا في ساحة التحرير اليوم رفعوا اصواتهم لمطالبة حكومتهم التي منحوها ثقتهم باتخاذ موقف صارم يضع حداً لتمادي حكومة الكويت التي لم تراع حق الجيرة حتى وصل بها الأمر الى إقامة مينائها الذي يحمل اسم مبارك في جزيرة بوبيان، على رغم علمها بأن هذا الميناء سيطلق رصاصة الرحمة على أي نشاط عراقي في مجال الموانئ بل سيجعل الموانئ العراقية شبه معطلة». ودعا «كل الكتل السياسية الى ان تضع خلافاتها السياسية جانباً وأن يكون لها موقف موحد من التحركات الكويتية التي تمس العراق اقتصادياً او حتى أمنياً، لأن الشعب العراقي سيحاسب كل سياسي وكل كتلة في حال المساومة على حقوقه». وكانت النائب عالية نصيف اعلنت اول من امس تشكيل تكتل برلماني باسم «تكتل حماية الحدود العراقية» رداً على إنشاء الكويت ميناء بوبيان الذي سيمنع العراق من استغلال مياهه الاقليمية». وعن انتهاء مهلة المئة يوم التي اعلنها نوري المالكي لانجاز اصلاحات في المؤسسات الحكومية والوزارات، قال تجمع «شباب نصب الحرية» في بيان صدر امس: «مع اقتراب انتهاء مدة المئة يوم التي ألزمت الحكومة نفسها بها كعهد للشعب (...) نود ان نبين نحن شباب نصب الحرية ان المدة هي ليست حكماً على حكومة المالكي التي ستواجه قرار الشعب لا محالة بسحب الثقة منها ولكنها حكم على جميع أعضاء البرلمان ورؤساء كتلهم». واعتبرت ان «العلة ليست في وعود المالكي التي يعرفها الشعب انها تندرج ضمن وعود كل النخب الحاكمة والمشاركة في العملية السياسية التي لا تخرج عن كونها اكاذيب ووسائل للاستحواذ على المزيد من الامتيازات وتقاسم السلطة بهذا الشكل الذي انجب حكومة سياسية وليست حكومة مهنية تخدم العراق وتعيد اعماره وفق المواصفات العالمية». وشدد التجمع على:»ضرورة تحويل التظاهرات بعد 10 الشهر المقبل الى اعتصامات مفتوحة اذا لم يكشف للشعب العراقي مصير المفقودين الأبرياء و مصير اموال الشعب ومشروع الخدمات ومشروع استتباب الامن اضافة الى القضاء على المليشيات مهما كانت عناوينها وارتباطاتها فنحن نريد دولة يسودها القانون». وقال الصدر في خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة (150 كلم جنوب بغداد): «استنهض الشعب العراقي عموما ان يعلن رفضه لبقاء قوات الاحتلال في العراق». وأضاف: «لا أعني الصدريين فقط، بل اعني الشعب العراقي عموما (...) آن الاون كي ينتفض الشعب بتظاهرات سلمية ضد الاحتلال البغيض». واعتبر زعيم التيار الصدري امام آلاف المصلين في ظهور علني نادر ان «ساعة الصفر لرد الجميل لهذا الوطن دقت، وآن الاوان كي نقف صفاً واحداً لإحياء هذا الوطن الحبيب واستقلاله من الرجس الذي يجثم عليه منذ سنين». واكد مصدر بارز في تيار الصدر ان «الدعوة إلى التظاهر تشمل العراقيين جميعا، والامر متروك لهم لتحديد الوقت، أما بالنسبة إلى التيار فستنطلق تظاهراته واعتصاماته بعد استعراض دعا الصدر الى اقامته في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء».