أعلن النائب المحافظ البارز أحمد توكلي امس، تراجع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في نزاعه مع رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، في شأن خطته لدمج 8 وزارات، والتي يعتبرها لاريجاني «غير شرعية»، لكنه استبعد حدوث «مأزق». كلام توكلي أتى بعدما أفاد موقع «خبر أونلاين» القريب من لاريجاني، بأن الأخير ونجاد سيلتقيان لتسوية خلافهما، وذلك بعد محادثات بين توكلي، حليف لاريجاني، وفاطمة بوداغي نائب الرئيس الايراني. وقال توكلي ان نجاد «تراجع»، مضيفاً انه «وافق على وجوب ألا يتصرّف من دون استشارة البرلمان، وسيبلغ ملاحظاته لمجلس صيانة الدستور» الذي يشرف على التزام الحكومة الدستور. أما لاريجاني فاستبعد حدوث «مأزق» بين الحكومة والبرلمان في شأن خطة دمج وزارات، مقرّاً بحق الحكومة في «إبداء آراء مختلفة في شأن خطة الدمج، لكن يجب تسوية المسألة». وذكّر بمساندة مجلس صيانة الدستور، موقف البرلمان. وكان لاريجاني حذر الحكومة من «ثمن باهظ» ستتكبّده، اذا نفذت خطتها بدمج 8 وزارات، والتي اعتبرها «غير شرعية». لكن نجاد تمسك بموقفه، وهاجم لاريجاني، قائلاً: «رئيس البرلمان يعتبر أنه القانون، وهذا افتراض خاطئ. لا يمكن المرء تفسير القانون على هواه، وفرض ذلك على الحكومة». وبعد ساعات على كلام نجاد، بعث رجل الدين أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، برسالة الى لاريجاني، معلناً رفض الخطة، ومساندته رئيس البرلمان في وجوب أن يمثُل الوزراء الجدد امام البرلمان، لنيل الثقة. وفي خطبة صلاة الجمعة امس، أكد جنتي ان «الولي الفقيه (المرشد علي خامنئي) هو صاحب كلمة الفصل الذي يمكنه تسوية كلّ المشاكل». وأشار الى «القضايا التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، وتصوّر بعضهم في الداخل والخارج أن ذلك سيسبّب خلافاً بين المسؤولين البارزين». وقال: «بعضهم تصوّر ان حدوث أمر ما، سيودي بالبلاد إلى طريق مسدود، لكنها لن تصل الى طريق مسدود، لأن الشرع والقانون حددا كل شيء. وحين يرى الولي الفقيه مصلحة في التدخل في أمر ما، فإنه يتدخل». وفي تحذير ضمني الى نجاد، أضاف: «هذه دولة الولي الفقيه. كلّ شخص يسير في هذه الطريق، سيحظى بقبول الشعب الذي سيضحّي من أجله، لكنه سيفقد الدعم الشعبي، إذا انحرف عن الطريق». وفي ما بدا أنها اشارة الى اسنفديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، اعتبر جنتي ان «الاجراءات التي نفذها التيار المنحرف في البلاد، تأتي في اطار نشاطاته التي تستهدف الانتخابات المقبلة». وقال: «هذا التيار يوزّع أموالاً ويستخدم علاقاته من جهة، ومن جهة أخرى يعطي ضوءاً أخضر للأميركيين، كما يقوم بممارسات غير مقبولة. هذا التيار المنحرف يضم حفنة قليلة، سيُقضى عليها قريباً». خطبة جنتي أعقبت تأكيد مشائي أن «ولاية الفقيه هي التطلّع والهدف المهم للثورة الاسلامية، وأبرز مكسب خالد للإمام الخميني». وقال لوكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا): «نجاد وزملاؤه في الحكومة، أثبتوا دوماً التزامهم العملي بولاية الفقيه، وخرجوا مرفوعي الرأس من اختبارات صعبة عدة». وأضاف: «الرئيس والحكومة يسيران على نهج الولاية والقيادة، وبخلاف إيحاءات أثارها بعضهم في الأيام الأخيرة، فإن الأواصر والتواصل بين الرئيس وقائد الثورة لم تُمسّ أبداً، لأن صلابة هذه الأواصر تتضمن مصالح الشعب، وهذا ما يركّز عليه قائد الثورة والرئيس». واعتبر أن «نجاد أصبح شوكة في عيون الأعداء». أما النائب المحافظ البارز علي مطهري فرحب بلقاء نجاد ولاريجاني، لكنه سخر من تعليقات الرئيس في شأن حكم القانون، معتبراً أنها «مزحة». أتى ذلك فيما هاجم رئيس القضاء صادق لاريجاني، شقيق علي لاريجاني، «تيار الانحراف»، معتبراً انه «يسبح في فساد مالي».