يفتتح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، ووزير الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا الجنوبية سونغ سو كيون، بعد غدٍ (الإثنين) معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في المتحف الوطني في العاصمة سيول. وستكون هذه محطته الثانية آسيوياً بعد الصين، وال12 للمعرض بعد إقامته في أربع دول أوربية، وخمس مدن في الولاياتالمتحدة الأميركية، إضافة إلى محطته الداخلية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. وأنهت الهيئة ومتحف سيول الوطني جميع التجهيزات لانطلاقة هذه التظاهرة الثقافية المهمة، إذ تم إنهاء تجهيز القطع الأثرية وتركيبها في صالة العرض في المتحف، وتحضير المطبوعات الخاصة بالمعرض، بالتنسيق مع المسؤولين في المتحف، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في سيول. وكان المعرض اختتم فاعلياته في المتحف الوطني في العاصمة الصينيةبكين، وشهد على مدى ثلاثة أشهر من إقامته إقبالاً من الزوار تجاوز 170 ألف زائر. وقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارته في 17 جمادى الآخرة 1438 هجري الموافق 16 آذار (مارس) 2017. وحظي المعرض في بكين الذي افتتحه الأمير سلطان بن سلمان، ووزير الثقافة الصيني في 21 ربيع الأول 1438 هجري الموافق 20 كانون الأول (ديسمبر) 2016 باهتمام رسمي وشعبي وزيارة عدد من الوزراء والمسؤولين، وواكبته أصداء إعلامية وثقافية واسعة. ويحوي المعرض 466 قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة. وتغطى قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ العام 1744 إلى عهد مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز. وكان خادم الحرمين الشريفين افتتح معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في محطته الداخلية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة «أرامكو» في 2 ربيع الأول 1438 هجري الموافق 1 كانون الأول 2016، وأذن لانطلاقة المعرض إلى محطاته الجديدة في دول شرق آسيا بدءاً من العاصمة الصينيةبكين، بعد النجاح اللافت الذي حققه في محطاته التسع، التي بدأها في متحف اللوفر في باريس بتاريخ (1 شعبان 1431 هجري الموافق 13 تموز (يوليو) 2010)، ثم مؤسسة «لاكاشيا» في برشلونة، فمتحف «الآرميتاج» في روسيا، ثم متحف «بيرغامون» في ألمانيا، وانتقاله إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وعرضه في «متحف ساكلر» في واشنطن، ثم في متحف «كارنيغي» في بيتسبرغ، ثم في متحف «الفنون الجميلة» في هيوستن، فمتحف «نيلسون- أتكينز للفنون» في كانساس، ثم متحف «الفن الآسيوي» في سان فرانسيسكو. ويشكل هذا المعرض نشاطاً رئيساً في مسار التوعية بالتراث الحضاري للمملكة ضمن مسارات برنامج «خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة» الذي أقر في شهر أيار (مايو) 2014 كمشروع تاريخي وطني مهم يعكس التطور في برامج مشاريع التراث في المملكة. ويهدف المعرض إلى إطلاع العالم على حضارة وتاريخ الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية من خلال كنوزها التراثية التي تجسد بعدها الحضاري، إلى جانب تعزيز التواصل الثقافي بين شعوب العالم، والتأكيد على أن المملكة ليست طارئة على التاريخ ولكنها مهد لحضارات إنسانية عظيمة توجت بحضارة الإسلام العظيمة. ويرعى المعرض في محطته الجديدة في سيول شركة «أرامكو السعودية» امتداداً لرعايتها محطات المعرض السابقة.