تل ابيب - يو بي أي - قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن جميع الشروط مهيأة لإقامة الدولة الفلسطينية وشدد على أن الغاية ليست اعترافا دوليا بالدولة الفلسطينية على الورق وإنما إقامتها بشكل فعلي. وقال فياض في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" ونشرتها اليوم الجمعة إنه "فيما يتعلق بالهدف الذي استعرضناه في آب'أغسطس العام 2009 وهو تهيئة كافة الشروط التي تسمح بإقامة دولة فلسطينية، فإنه تم إنجاز المهمة". وأضاف أنه "إذا قارنت الوضع الحالي للسلطة الفلسطينية بما كان عليه قبل بضع سنين فقط فإننا نشهد تغيرا دراماتيكيا ويوجد شعور بوجود فرصة حقيقية وبالتفاؤل". لكن فياض أشار إلى أن "الاستعداد لإقامة الدولة ليس هو الغاية النهائية، فرغم كل ما تم فعله من بناء مدارس وشق شوارع إلا أن هذا ليس نهاية المطاف والنهاية ستكون فقط عندما نعيش بكرامة في دولتنا بحدود العام 1967 وعندها سيكون بإمكاني القول إنه تم إنجاز المهمة الحقيقية". وامتدحت الصحيفة الجهود التي بذلها فياض بالإشارة إلى أن معظم القادة في الدول العربية يواجهون دعوات بإسقاطهم ومطالبتهم بالرحيل عن الحكم بينما هناك صفحات في الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" التي تقول إن "الشعب يريد سلام فياض". ورفض فياض التحدث حول ما سيحدث في أعقاب التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في ايلول'سبتمبر وقال "أنا أتحدث عن مسؤوليتي فقط وهي تتعلق بما سيحدث منذ الآن وحتى أيلول، والحديث عن أيلول تخلق نوعا من الجمود الذي يتوقف فيه الناس عن الحديث عما يحدث في هذه الأيام المتمثل بحاجتنا إلى تزويد هؤلاء الناس بالخدمات التي يحتاجونها". وأضاف "أننا استعرضنا خطتنا 'موعد مع الحرية' في آب'أغسطس العام 2009 واعتقدنا أننا سننجح بالقيام بأعمال ميدانية كافية وإجراء تغيير إيجابي تسمح بإقامة الدولة، وهذه هي أهمية أيلول بالنسبة لي اليوم أيضا". وأكد فياض على "أننا نجحنا بتنفيذ ما نريده قبل خمسة شهور من الموعد وعمليا فإن في 13 نيسان'أبريل وخلال اجتماع الدول المانحة في بروكسل أكدت ثلاث هيئات مختلفة، وهي الأممالمتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، أننا تجاوزنا خط الجهوزية لحالة الدولة وتحول حلمنا إلى حقيقة". وأضاف "أننا لا نريد دولة فلسطينية على الورق أو إعلانا آخر عن قيام الدولة فقد فعلنا ذلك في العام 1988 وإنما نحن بحاجة إلى دولة حقيقية ولذلك أنا أركز على ما ينبغي فعله حتى ذلك الحين، أولا المفاوضات والحل السياسي وثانيا حل المشاكل الميدانية". وأشار فياض إلى مداهمة قوات الجيش الإسرائيلي للمدن الفلسطينية ومنع إسرائيل الشرطة الفلسطينية من العمل في مناطق "بي" الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية والسيطرة الإدارية الفلسطينية، بموجب اتفاقيات أوسلو، تمس شعور المواطنين الفلسطينيين بالأمن. كذلك احتج فياض على أن إسرائيل لم تفعل ما فيه الكفاية للسماح بنمو اقتصادي في السلطة الفلسطينية "ولم يسمحوا لنا بالعمل في مناطق 'سي' (الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية) وحتى أنهم ألحقوا ضررا بالأمور التي نفذناها مثل آبار تجميع مياه المطر وغيرها وبالمقابل تم الاستمرار بتوسيع البناء بالمستوطنات". وقال فياض إنه لا يعتزم مناقشة تكهنات بالنسبة لنوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال قيام دولة فلسطينية وبدلا من ذلك رأى أنه "يوجد اليوم كتلة كبيرة جدا من الإسرائيليين الذين يؤيدون إقامة دولة فلسطينية ولذلك فإنه مهم بالنسبة لي أن يكون موقفنا مفهوم لكل امرأة ورجل في العالم، فنحن نريد بيتا!". وقال فياض ردا على سؤال حول معارضة حركة حماس وقسم من حركة فتح لأن يتولى رئاسة حكومة وحدة فلسطينية، إن "طموحي الأساسي هو الاحتفال بقيام الدولة في لبلدة القديمة في القدسالشرقية، وليس مهما إذا كنت أتولى منصبا رسميا أو لا".