بدأت منظمات تابعة للامم المتحدة أمس (الاثنين)، للمرة الأولى منذ ستة أشهر توصيل مساعدات لحوالى 60 ألفا من اللاجئين السوريين الذي تقطعت بهم السبل في مخيم الركبان قرب حدود سورية مع الأردن والعراق، وفق ما أعلنت وكالات إغاثة ومسؤولين أردنيون. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية أن الأردن اتفق مع منظمات الأممالمتحدة على السماح بتوصيل مساعدات لمرة واحدة، بعدما حصل على تطمينات بأن كل الإمدادات في المستقبل ستأتي من مخازن تابعة للأمم المتحدة داخل سورية. وجرى إنزال المساعدات إلى الأراضي السورية عبر رافعة تمركزت على الجانب الأردني من الحدود. وعلق الأردن التسليم المنتظم للمساعدات إلى المخيم، بعدما قاد انتحاري من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيارة محملة بالمتفجرات في حزيران (يونيو) 2016 من الجانب السوري، واقتحم موقعا حدوديا للجيش الأردني، ما أسفر عن مقتل سبعة حراس. وقال مصدر بارز في الأممالمتحدة يشارك في عملية تسليم المساعدات، إن «تسليم الغذاء وغيره من المواد يغطي احتياجات حوالى عشرة آلاف عائلة في مخيم الركبانن حيث توصف الأوضاع بالبائسة». وسيستغرق إكمال العملية أيام عدة. من جهته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي في وقت سابق إن «الأردن، الذي يتحمل بالفعل عبء مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب في سورية، لا يمكن أن يتحمل مسؤولية توصيل المساعدات إلى المخيم». وأكد أن المشكلة «دولية سورية وليست أردنية». وأضاف أن «سكان المخيم سوريون، وأن المخيم مقام على أرض سورية، وبإمكان الأممالمتحدة أن تفي بطلباتهم من داخل الأراضي السورية». ويريد الأردن أن تمارس الأممالمتحدة والقوى العالمية ضغوطاً على دمشق، حتى تمنح التصاريح الكتابية اللازمة للسماح بوصول الإمدادات إلى مخيم الركبان. وتخضع منطقة الحدود الشرقية المؤدية إلى المخيم لسيطرة الحكومة السورية حاليا. وقال مصدر ديبلوماسي أردني، طلب عدم نشر اسمه، إن «العائق الوحيد الآن أمام توصيل المساعدات هو النظام السوري، وإنه ينبغي ممارسة ضغوط على النظام ليساعد شعبه». وطمأنت واشنطن الحكومة الأردنية بأن الظروف على الأرض لا تعوق تسليم المساعدات في منطقة «عدم الاشتباك» من سورية وبموافقة روسيا.