شهد كل من تونس والسودان خلال الساعات الماضية موجة احتجاجات ضد إجراءات اتخذتها حكومتا البلدين برفع أسعار مواد أساسية تمسّ بمعيشة الناس اليومية وقوتها، وفي مقدمها الرغيف. وخرج شبان سودانيون وتونسيون للتظاهر واشتبكوا مع القوى الأمنية التي حاولت منعهم من الاحتجاج، وأخذت الأمور منحى دموياً في السودان بعد مقتل طالب برصاص «مجهول»، كما أعلنت السلطات السودانية. واتسعت في تونس امس، رقعة احتجاجات دعت إليها مجموعة ناشطين تحت شعار «فاش نستناو؟» (ماذا ننتظر؟)، ضد غلاء أسعار المواد الاستهلاكية، وشملت محافظات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة والعاصمة، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الاجتماعي بعد تدخل الشرطة لاعتقال محتجين واستخدام القوة لتفريق تظاهرات، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات. وتواصلت الاحتجاجات أمس، في محافظات عدة بعد ليلة حامية شهدتها العاصمة، حيث فرقت قوات الشرطة تظاهرة في الشارع الرئيسي ضد غلاء الأسعار والمطالبة بإسقاط قانون الموازنة. وزادت حدة الاحتجاجات بعد اعتقال الشرطة عشرات الشبان بتهمة توزيع بيانات تحرّض على التظاهر. وشهدت مدينتا القصرين وسيدي علي بن عون (محافظة سيدي بوزيد) أمس، تظاهرات مناهضة للحكومة تخللتها عمليات كَر وفر بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب. ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط الحكومة ووقف العمل بقانون المالية والزيادات الأخيرة. وتظاهر عشرات المواطنين في مدينة الكاف (شمال غربي) أمام مبنى المحافظة، رافعين شعارات مناهضة للحكومة، وسط توقعات باتساع دائرة الاحتجاج بسبب قمع الشرطة المتظاهرين وتفريقهم، ما زاد غضب الناشطين. أما في السودان فشهدت ولايات عدة أمس، هدوءاً حذراً غداة تظاهرات جابت مدناً كثيرة احتجاجاً على رفع سعر الخبز وتدهور الأوضاع الاقتصادية، خلّفت قتيلاً وجرحى في ولاية غرب دارفور. ورفعت الخرطوم درجة استعداد قوات الشرطة والأمن تحسباً لأي احتجاجات جديدة. وشهدت مدن نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور والدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق وسنار عاصمة الولاية التي تحمل اسمها ومدني عاصمة ولاية الجزيرة ومدن أخرى أول من أمس، احتجاجات على رفع سعر الخبز وارتفاع أسعار غالبية السلع بعد خفض قيمة صرف الجنيه في مقابل العملات الأجنبية. وأعلن حاكم ولاية غرب دارفور، فضل المولى الهجا، مقتل طالب وإصابة 4 آخرين خلال احتجاجات اندلعت في مدينة الجنينة مساء الأحد. وقال الهجا إن الزبير أحمد السكيران، وهو طالب في المرحلة الثانوية، قُتل «برصاص مجهول». وفي ولاية سنار، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض الماحي محمد سليمان، إن السلطات أطلقت 30 شخصاً بكفالة بعدما اعتقلتهم بسبب مشاركتهم في تظاهرة مناهضة لارتفاع الأسعار، موضحاً أن النيابة ستقدم الموقوفين إلى المحاكمة.