انطلقت منذ أسبوعين وأكثر انتخابات المجالس البلدية وتعبئة البيانات الخاصة بذلك، كما هي الحال في طرقها المتبعة لنظام وزارة الشؤون البلدية والقروية، وبلا شك هي خطوة فعالة وراقية جداً تعطي دلالات واضحة لتطور المجتمعات، وذلك بأن يقدم كل مواطن صوته وميوله، بحسب المصلحة العامة، ونشكر الجهات المختصة التي أعطت الحرية لذلك الشأن. لكن بكل أسف، بل وبكل خجل، نجد في بعض المناطق والمحافظات المأهولة بالقرى والهجر قد يتبع فيها الغالبية العادات القبلية والحزبية، بمعنى أن من يرشح نفسه نجد أن طابع القروية هو سيد الموقف في ذلك، إذ نجد أن أبناء قريته حتماً سوف يساندونه، ويضاف إلى ذلك الأقرباء والزملاء وما تبقى من الأصدقاء وبقية المعارف. الحقيقة أننا نشعر بذلك الوضع غير الطبيعي منذ انطلاق الانتخابات في منطقة كالباحة، وهكذا الحال كما هو متعارف عليه في بقية المناطق التي تضم قرى وهجر، وعليه أقول إن ذلك بعيد تماماً عن المصلحة المرجوة من صفة الانتخاب ومعناه وشموليته، وفي ما بعد تحقيق الهدف العام الذي يصبو إليه الجميع. وبالتطلع إلى الأعضاء السابقين لمجلس الباحة في فترته التي تعيش حالياً الرمق الأخير، والأشهر المتبقية نجد تلك الحال القبلية كما أسلفنا هي السائدة من حيث العضو وقريته الكبيرة التي يزيد سكانها على القرى الأخرى، بل نجد ذلك واضحاً وجلياً من دون تمحص، ولذا لم ولن نحقق شيئاً بتلك الحزبيات والقرويات. كلنا رجاء وأمل أن نتجنب العنصرية من خلال انتخابات هذه الأيام التي نمر بها حالياً، فكما هي الحال لشعار الانتخابات (صوتك أمانة) ذلك الشعار الذي يعني لنا الشيء الكثير من نواحٍ عدة، ولعل من أبرزها الأمانة العظيمة، ومن ثم الاستحقاق لمن يستحق التصويت أياً كانت قريته أو هجرته ومكانه، فالمهم في ذلك خدمة المنطقة والمحافظة والمدينة التي في النهاية تمثل بلادنا العامرة ونهضتها المتكاملة. وللحقيقة والشفافية أقول إنني أحد الذين تقدموا للترشح وبالطبع حظيت بأصوات قريتي، ولكن هل أكون أهلاً لذلك ومستحقاً بجدارة في ما لو تم ترشحي؟ من هنا أناشد الوعي وتعزيز التثقيف لمفهوم الناخب والمنتخب والصالح العام. [email protected]