خرج رئيس وزراء مصر السابق أحمد شفيق من السباق الرئاسي المصري، عشية إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، الجدول الزمني للاستحقاق المتوقع انطلاقه الشهر المقبل، عازياً قراره إلى أنه «لن يكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة في هذه المرحلة»، ما زاد من حال الغموض والترقب التي سادت الأوساط السياسية المصرية، لجهة ظهور ملامح خريطة المتنافسين على رئاسة أكبر بلد عربي من حيث السكان. وتأتي الخطوة المفاجئة لتعزز من فرص الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيل ولاية ثانية، وسط تصاعد نشاط الحملات الشعبية لحضه على الترشح. وبينما كانت الأوساط المصرية تترقب مؤتمراً صحافياً تعقده الهيئة الوطنية للانتخابات ظهر اليوم لإعلان الجدول الزمني للرئاسة والإجراءات المنظمة للعملية الانتخابية، أصدر شفيق الذي كان نافس في انتخابات عام 2012، بياناً قال فيه: «كنت قررت لدى عودتي إلى أرض الوطن أن أعيد تقدير الموقف العام في شأن ما سبق أن أعلنته أثناء وجودى في الإمارات (خوض انتخابات الرئاسة) مقدراً أن غيابي لفترة زادت على الخمس سنوات ربما أبعدني عن المتابعة الدقيقة لما يجرى على أرض وطننا من تطورات وإنجازات على رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب». وأضاف: «بالمتابعة للواقع، رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة المقبلة. ولذلك، قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، داعياً الله أن يكلل مجهود الدولة في استكمال مسيرة التطور والإنجاز لمصرنا الغالية»، في تلميح إلى إمكان دعمه ترشح السيسي. وكان شفيق أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أثناء إقامته في الإمارات اعتزامه خوض الانتخابات، ثم خرج في تسجيل مصور قال فيه إن السلطات الإماراتية منعته من السفر، وهو الفيديو الذي أثار ضجة، انتهت بمغادرته أبو ظبي عائداً إلى مصر، حيث أعلن أنه سيعيد تقدير الموقف، وأثنى على ضيافته في الإمارات، متعهداً بملاحقة من سرب التسجيل قانونياً. إلى ذلك، أكد رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات أنه سيحسم الأحد المقبل موقفه من الترشح للانتخابات المتوقع انطلاقها الشهر المقبل. وأكد ل «الحياة» أنه سيعلن موقفه النهائي من الترشح في مؤتمر صحافي يعقده الأحد المقبل في مقر حزبه في القاهرة، مشيراً إلى أنه يترقب المشهد كاملاً بعد إعلان الجدول الزمني اليوم، لتحديد ما إذا كانت هناك فرصة ل «منافسة حقيقية»، فضلاً عن أنه أراد التريث كي يدرس الموقف بعناية لاتخاذ القرار المناسب. وتحفظ السادات على قرار تمديد حالة الطوارئ مرة أخرى، خصوصاً في ظل إجراء انتخابات رئاسية، لافتاً إلى أنه ينتظر رد الهيئة الوطنية للانتخابات على رسالة بعث بها إليها يطلب فيها «توفير ضمانات» لإجراء «انتخابات تنافسية». وأعاد السياسي اليساري المعارض المرشح السابق في انتخابات الرئاسية حمدين صباحي تأكيد موقفه بعدم اعتزامه خوض الانتخابات المقبلة. وقال في تصريحات نشرتها صحف مصرية إنه لن يخوض الانتخابات، ولن يغير قراره في هذا الصدد.