شدّد وزير المياه والري الأردني حازم الناصر، على أهمية المياه في ظل التقلبات المناخية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، لأنها «ركيزة أساسية من ركائز توفير الأمن لدول العالم». واعتبر أن المياه «مدخل حقيقي لمحاربة الفقر والبطالة وتحديداً في المجتمعات النامية مثل دول المنطقة». وأعلن في عرض قدمه لطلاب الدراسات العليا في جامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدة، في حضور مسؤولين أميركيين وخبراء دوليين وممثلي مؤسسات تمويل أميركية في مجالات المياه والصرف الصحي في ولاية كاليفورنيا، أن العالم «يواجه تحديات كبيرة في ظل التقلبات المناخية والصراعات التي نشهدها على الثروات، ومن بينها المياه»، موضحاً أن «العالم العربي هو الأكثر تأثراً، إذ إن الشرق الأوسط يشكل 8 في المئة من مجموع سكان العالم، ويحصلون على أقل من واحد في المئة من المياه العالمية. في حين لا تتجاوز المياه المتجددة 1.2 في المئة سنوياً، كما لا تزيد كميات المياه المتوقعة من الأمطار على 2.1 في المئة سنوياً، في وقت تسجل نسبة النمو رقماً قياسياً مقارنة بالنسبة العالمية، أي 3.27 في المئة في مقابل 1.25 في المئة». ولفت الناصر إلى أن «مستقبل المياه في المنطقة والإقليم يشكل تحدياً كبيراً»، معلناً أن الأردن «عانى على مدار العقود الماضية من تبعات الأزمات السياسية في المنطقة، وكان آخرها الأزمة السورية التي كبّدت الاقتصاد والدولة أعباء مالية ضخمة وضغوطاً متزايدة على بناها التحتية، وتحديداً المياه والصرف الصحي والطاقة»، إذ كشف أن «الكلفة الأولية للجوء السوري تزيد على 360 مليون دولار سنوياً، وهذا الرقم قابل للزيادة باستمرار في حال بقيت الأوضاع في الجانب السوري على ما هي عليه». وقال «يحتاج الأردن إلى تنفيذ عدد كبير من المشاريع في السنوات الثلاث المقبلة بكلفة تزيد على 750 مليون دينار لمواجهة الأعباء التي أحدثتها موجات اللجوء المتلاحقة للسوريين، في ظل عدم وضوح آفاق نهاية الأزمة السورية». وناشد وزير المياه والري الأردني المجتمع الدولي «تقديم مزيد من الدعم»، معتبراً أن «المساعدات التي تلقاها الأردن لم تكن بالمستوى المطلوب لتجاوز الآثار السلبية لتبعات اللجوء الحاد للأشقاء السوريين، خصوصاً أن الأردن واحد من الدول الأكثر فقراً بالمياه». ودعا إلى بلورة استراتيجية مائية «واقعية قابلة للتطبيق». وأكد أن الأردن «سعى دائماً إلى إرساء الأمن المائي لمواطنيه من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية مهمة، مثل مشروع «ناقل الأحمر - الميت»، وهو أردني بامتياز، لحماية الإرث التاريخي العالمي في البحر الميت، وتأمين 100 مليون متر مكعب للأردن بكلفة معقولة جداً في مرحلة أولى، كما يرفد البحر الميت بكميات مياه للحد من تراجع مساحته سنوياً».