يجهل الكثيرون من المصابين ب«الفشل الكلوي» أن مسببات المرض تراكمية، ولا تأتي في فترة زمنية قصيرة. وإنما نتيجة لإهمال وعدم انتباه للصحة العامة. ويشير أطباء واختصاصيون إلى أن أسباب الإصابة منوعة، وتنعكس تأثيراتها سلباً ما قد يودي في حياة المرضى، في حال تعذر العلاج والوصول إلى المراحل المتأخرة من دون جدوى. ويقول الاستشاري في أمراض الكلى الدكتور سلمان السليمان: «ترتبط الإصابة في ضعف الوعي بمسببات المرض»، موضحاً أن أبرز الأسباب «وجود الحصى في الحالب أو المثانة، الذي يتطور إلى التهاب كلوي، ومنها إلى فشل تدريجي في وظائف الكلية، حتى تتوقف عن القيام بوظائفها. ومن هنا تبدأ المشكلة صحياً، فالحصوات لا تأتي إلا نتيجة لقلة شرب الماء، تناول الأطعمة غير النظيفة، مثل وجود أتربة عليها، وغيرها من المسببات التي لا تخطر على بال الإنسان، من أنها قد تكون سبباً لأمراض مزمنة». ولفت السليمان إلى «التأثير الواضح» لمرضي السكري وارتفاع ضغط الدم على الإصابة بالفشل الكلوي، مبيناً ان «بعض المصابين بهذين المرضين، يصابون بالفشل مع مرور الزمن، بسبب ضيق الشرايين المغذية للكلية، ما يؤدي إلى حصول ضمور في منطقة القشرة للكلية، وهذا يؤدي بدوره إلى إصابة الكليتين بالفشل الكلوي المزمن». وأشار إلى إحصاءات أعلنت أخيراً، عن قائمة انتظار غسيل الكلى في المملكة، معتبراً الأرقام «مقلقة» بحسب تعبيره، فهناك 11500 مريض يحتاجون إلى غسيل كلى. فيما تصل نسبة الزيادة السنوية إلى 10 في المئة. وسأل: «لماذا لا توجد دراسات علمية حول أسباب تفشي هذا المرض، فنسبة المصابين كبيرة». بدورها، اعتبرت اختصاصية الأمراض الباطنية الدكتورة ناهدة وليد ان «الإفراط في استخدام الأدوية والمسكنات تحديداً، لفترة طويلة، وبجرعات عالية، من أهم الأسباب المؤدية إلى الفشل الكلوي»، مبينة أنها «تصيب النخاع الذي يصب في حوض الكلية، ما يؤدي إلى موتها». وأضافت أن مسكنات ألم الرأس التي يعتاد عليها الجسم إلى حد الإدمان، تنعكس سلباً على صحة الجسم، وتحديداً الكلى، نتيجة لترسبات الأدوية عليها»، مشيرة إلى أهمية اتباع «نظام غذائي لتجبن الإصابة بالفشل الكلوي، والتقليل من تناول البروتينات، وتعويض ذلك بعناصر غذائية أخرى». ومن مسببات المرض أيضاً «ارتفاع مرضي السكري والضغط، وأمراض القلب التي تعتبر مسبباً للإصابة بالفشل الكلوي، نتيجة لتناول الأدوية المستمرة»، مشيرة إلى دور الوراثة، أو ما يسمى ب «تكيس الكلى الوراثي»، إضافة إلى التهاب الكلى الصديدي. وقالت: «5 في المئة من أسباب المرض غير معروفة». ونصح الأطباء، مرضى الفشل الكلوي، بمتابعة التحاليل الطبية، والأدوية اللازمة قبل اللجوء إلى مرحلة غسيل الكلى.