دعا أمام وخطيب المسجد الحرام والأستاذ في جامعة أم القرى الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إلى إنشاء مركز عالمي للحوار، وإقراره كمادة عملية تدرس أساليبه وفنونه، وتخصيص قناة فضائية له في جامعة أم القرى. وطالب السديس قادة الدول العربية والإسلامية بتفعيل الحوار مع شعوبهم، منوهاً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها لحوار الحضارات، إضافة إلى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وألقى إمام الحرم المكي محاضرة يوم أمس (الإثنين) في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بجامعة أم القرى، ضمن برنامج الحوار والمجتمع الذي تنظمه كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر تحت شعار «الحوار في الخطاب الدعوي» تحدث فيها عن أهمية الحوار وأسسه، والحوار في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وأركان وصفات المحاور، ومنهجه وآدابه، وأثره، وأهم معوقاته وعلاجه. وأكد السديس أن من الأهداف الكبرى للشريعة بناء الفرد الصالح، وإقامة المجتمع على المحبة والمودة، والتعامل الرفيق، يزينه حوار شعاره محبة الله، مستشهداً ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومبيناً أهمية الحوار في إظهار الحق بدلائل تثبت ذلك، إضافةً إلى الاطلاع بأهمية الدعوة إلى الله والرد على الشبهات المثارة ضد الإسلام وبيان الحق من الباطل وبيان أهمية الحوار. وعرّف خلال محاضرته الدعوة، وأهميتها في قضية الحوار، مبيناً بالتفصيل الفرق بين الحوار والجدال، ومؤكداً أن سمات الحوارهي الإخلاص لله، وحسن الاستماع، والبعد عن التعصب في الرأي، واتباع أسلوب التدرج في الحوار، والتنزل إلى المحاور، إضافةً إلى قبول النتائج، والإذعان إلى الحق، وتحديد موضوع الحوار بين مواطن الاتفاق والاختلاف، مع وضوح الحجة، وأن يكون الاستدلال قبل الرأي. وبين السديس أن من آثار الحوار إظهار محاسن الشريعة السمحة، والفهم الصحيح للإسلام، وأن من معوقاته، الجهل بآدابه، واتباع الهوى، والتعصب، والتحزب، والانتصار للرأي، مشيراً إلى أن علاج ذلك يتم بالعلم، والتجرد، والإنصاف بالحقائق.