دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أستاذ الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إلى إنشاء مراكز عالمية للحوار الدعوي، وتقرير مادة تعنى بالحوار لتدريسها بالجامعات والمدارس الثانوية، ونشر الكتب التي تهتم بثقافة الحوار وتدعو إليه إلى جانب تربية النشء على مبدأ الحوار الدعوي والفكري وإنشاء غرفة للحوار الأسري في كل أسرة وفي كل بيت وفي كل حي ومدرسة وجامعة، وكذلك إنشاء قناة تُعنى بالحوار واستثمار وسائل التقنية الحديثة وشبكات المعلومات لتوعية الناس بأهمية الحوار وضرورته بالإضافة إلى تفعيل الحوار بين الشعوب من قبل ولاة الأمر والعلماء. ونوه بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وإنجازاته في مجال الحوار مؤكدا أنه بجهوده رعاه الله في الحوار قد سجل اسمه بأحرف من نور في التاريخ بوصفه أحد أبرز دعاة السلام والحوار منطلقا من تعاليم الإسلام الداعية إلى الحوار الحكيم . وقال فضيلته في المحاضرة التي ألقاها أمس الأول بعنوان: لطائف من المنهج الإسلامي في فن الحوار الدعوي (ضمن برنامج الحوار والمجتمع) الذي تنظمه كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بمكة المكرمة : إن من ينظر إلى الأمور بعين الإنصاف يرى أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من أول من بادر بإعادة ثقافة الحوار الهادف البنّاء إلى المجتمع السعودي وكافة المجتمعات الإسلامية والإنسانية وذلك بسعيه الدؤوب وجهوده المخلصة الصادقة التي كان من ثمارها إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والذي من أهم أهدافه توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته من الذكور والإناث بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية وتكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البنّاء ومعالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني وتعزيز دور مؤسسات المجتمع كافة بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية وكذلك تفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة وتعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج علاوة على بلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته. وتناول فضيلته أهمية وأسس الحوار الدعوي والحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى جانب أركان وسمات وآثار الحوار و بيان محاسن الشريعة الإسلامية ودورها في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال بالإضافة إلى أهم معوقات الحوار المتمثلة في الجهل واتباع الهوى والتعصب للرأي وعلاجها لافتا النظر إلى أن من الأهداف الكبرى والمقاصد العظمى التي قصدت إليها شريعتنا الغراء بناء الفرد الصالح وإقامة المجتمع المسلم المثالي الذي تصل بين أفراده جسور المحبة والمودة والصفاء وتنشأ بين أبنائه علاقات الأخوة والتعاون والوفاء؛ مجتمع المحبة والتراحم والتكاتف والتلاحم والمودة والتلاؤم القائم على قواعد التعامل الرفيق والنصح الرقيق مؤكدا أنه لا يتأتى ذلك إلا بوجود حوار فاعل بَنَّاء بين أفراد الأمة جمعاء شعاره المحبة والإخاء والنصح لله نصيحة خالصة لا حظ فيها للنفوس والأهواء.