جاكرتا - أ ف ب - شبّه الإمام الاندونيسي المتطرف أبو بكر باعشير أمس نفسَه بزعيم تنظيم «القاعدة» المقتول اسامة بن لادن، الذي اعتبره «مجاهداً سيلقى اجره في الآخرة على الخدمات التي قدَّمها للإسلام». وقال باعشير (72 سنة) خلال مثوله امام محكمة في جاكرتا تنظر في قضية اتهامه بدعم مجموعة سرية مسلحة خططت لتنفيذ هجمات في اندونيسيا: «محاكمتي تجعلني رمزاً في اندونيسيا، وكأنني أسامة الارهابي». وتابع: «اذا قتل بن لادن فعلاً وتشوَّهَ وجهُه، فهذا شرف من الله، لأن اجر الشهداء عظيم»، علماً ان عشرات من مؤيديه تجمعوا خارج المحكمة تحت حراسة اكثر من الفي شرطي. ويعتبر هؤلاء الأنصار قلة في أندونيسيا، اكبر بلد في العالم في عدد السكان المسلمين، لكن إصدار حكم مشدد عيله قد يؤجج مشاعر الاستياء بين الإسلاميين والجماعات المتشددة، التي هدد بعضها فعلياً بشن هجمات انتقامية بعد مقتل بن لادن. ويحاكم باعشير للمرة الثالثة لضلوعه في اعمال ارهابية، بعد اتهامه بالتورط بسلسلة اعتداءات دامية ارتكبت مطلع العقد الاول من الالفية الحالية في اندونيسيا وأسفر احدها عن مقتل 202 شخص في بالي عام 2002. وهو سجن سابقاً ليس بتهم تتعلق بالإرهاب. ويطالب المدّعون بسجنه مدى الحياة، لتقديمه دعماً مالياً لمجموعة سرية تدربت في أدغال شمال جزيرة سومطرة وخططت لقتل الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو، علماً ان قوات مكافحة الارهاب نفذت في الشهور الاخيرة سلسة عمليات أثمرت اعتقال اكثر من مئة مشبوه، وضبط أسلحة ومتفجرات. كما أعلنت مقتل حوالى 15 ناشطاً بينهم الزعيم المفترض للمجموعة. وتتهم الولاياتالمتحدة، باعشير، الذي انشأ عام 2008 «جماعة التوحيد» التي تدعو الى اقامة دولة اسلامية في جنوب شرقي آسيا، بدعم «الارهاب»، ويزعم خبراء انه لا يزال يستطيع الاتصال من السجن بأنصاره الذين قد يدبرون هجمات على شرطيين وشخصيات يرون أنها تعرقل انشاء دولة تطبق أحكام الشريعة.