اختار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خطابه، لمناسبة رأس السنة ليعلن بلاده قوة نووية ويبدي ثقته بأن هذا الأمر يمنع الأميركيين من مهاجمتها. وتأكيداً لذلك حرص كيم الثالث على الإشارة إلى أن «زرّ إطلاق السلاح النووي» موجود على مكتبه... أسوة بقادة القوى النووية الكبرى في العالم. وشدد كيم على أن إعلانه «ليس ابتزازاً، بل واقع»، مشيراً إلى أنه لا يهدف إلى مقايضة أميركا مساعدات أو رفع عقوبات، بل يسعى إلى ردعها باعتبارها «لن تكون قادرة مطلقاً على المبادرة بشن حرب» على كوريا الشمالية التي باتت تملك «القدرة على ضرب كامل البر الرئيسي الأميركي بأسلحتها النووية». وكان ملفتاً سعي كيم الثالث في الوقت ذاته، إلى مد «غصن زيتون» إلى سيول، إذ شدد على ضرورة خفض التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية وتحسين العلاقات مع الجنوب، مؤكداً أن الطريق إلى الحوار مفتوح. وأوضح أنه سيبحث إرسال وفد إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية في شباط (فبراير) المقبل. واعتبرها «فرصة جيدة لإظهار وحدة الشعب ونتمنى النجاح للدورة، داعياً مسؤولي الشطرين إلى الاجتماع في أسرع وقت لمناقشة الأمر. وسارعت سيول إلى تلقف المبادرة، وصدر عن «البيت الأزرق» (القصر الرئاسي الكوري الجنوبي)، بيان ترحيب بإعلان الزعيم الشمالي، وأشار البيان إلى أن «إقامة الأولمبياد في شكل ناجح، تساهم في السلام ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية، بل أيضاً في المنطقة والعالم». وبدا أن الزعيم الكوري تعمّد اتباع سياسة «العصا» مع الأميركيين و «الجزرة» مع الكوريين الجنوبيين، ففي مقابل مبادرته للتهدئة مع سيول، دعا كيم إلى «إنتاج كميات كبيرة من الرؤوس النووية والصواريخ وتسريع نشرها»، مشدداً على أن بلاده «حققت هدفها بأن تصبح دولة نووية» ومؤكداً أن برامجه للتسلح «دفاعية». وزاد: «يجب أن نظل مستعدين لشن هجمات نووية مضادة فورية ضد مخططات معادية لشن حرب نووية». وكان بذلك يلمح إلى تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أطلق سلسلة تهديدات لبيونغيانغ، وتوعدها ب «دمار تام» في حال شنّت هجوماً، وذلك في خطابه الأخير أمام الأممالمتحدة. لكن ترامب امتنع عن الرد على كلام كيم جونغ أون عن «الزر النووي»، واكتفى بترديد عبارة سنرى لدى سؤاله عن الموضوع خلال وجوده في منتجعه في مارالاغو في فلوريدا، علماً أن الرئيس الأميركي لم يتوان في السابق عن توجيه سيل من الانتقادات إلى كيم جونغ أون الذي وصفه ب «الرجل الصاروخ الصغير».