دمشق - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - فيما واصل الجيش السوري حصاره لمدينة بانياس الساحلية، تركزت العمليات أمس في بلدات جنوبية عدة وفي ثلاثة أحياء في مدينة حمص حيث شنت قوات الأمن حملة اعتقالات أسفرت عن مقتل شخصين بينهما طفل. في هذه الأثناء، بث التلفزيون السوري اعترافات «مجموعة إرهابية» مسلحة اعتقل أفرادها في درعا، وأكدت أنها تلقت أموالاً من الخارج واشترت السلاح وهاجمت مساكن عسكريين في بلدة صيدا قرب درعا، بعدما استغلت التظاهرات. ودخلت القوات السورية للمرة الأولى امس مناطق سكنية في حمص التي تعد ثالث اكبر مدينة سورية ويقدر عدد سكانها بمليون نسمة. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان قولهم إن دوي نيران الأسلحة الآلية والقصف سمع في أنحاء المدينة. وقال ناشط إن الصبي قاسم زهير الأحمد (12 سنة) قتل بالرصاص، وإن عدداً من القتلى سقط في حمص، إلا انه لم يكن قادراً على تحديد العدد، وقال: «تمركز قناصة على اسطح المنازل في حي كرم الشامي». وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن مدنياً واحداً على الأقل قتل عندما دخلت الدبابات والجنود أحياء باب السبع وباب عمرو وتل الشور ليل السبت - الأحد، وأن حصاراً كاملاً فرض على المناطق، مضيفاً أن هناك تعتيماً كاملاً على عدد القتلى والجرحى، فيما تتعرض الاتصالات والكهرباء إلى الانقطاع على نحو متكرر. كما دهمت القوات السورية بلدات عدة في سهول حوران امس، إذ دخلت ثماني دبابات على الأقل بلدة طفس التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة في وقت مبكر من صباح الأحد، علماً أن الآلاف من سكان قرى حوران تجمعوا في البلدة الجمعة ورددوا هتافات تطالب بإطاحة النظام. ونقلت «رويترز» عن سكان انهم سمعوا أصوات أعيرة نارية، وأن قوات تابعة للجيش وأجهزة أمنية تقتحم المنازل لاعتقال شبان. وقال ناشط مدافع عن حقوق الإنسان إن رجلاً قتل عندما اقتحمت قوات الأمن منزله في طفس، مضيفاً: «يأتون ومعهم قوائم بأسماء مئات المطلوبين ويحاصرون بلدات بأكملها». كما أفاد شهود أن دبابات تطوق أيضاً بلدة داعل قرب الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى الأردن. وفي بانياس، قال رئيس المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عن المدينة» التي قال إنها «معزولة عن العالم الخارجي، وفي الأحياء الجنوبية من المدينة، مركز حركة الاحتجاج، هناك قناصة متمركزون على الأسطح». وأضاف: «انتشرت الأحد دبابات على الكورنيش وفي الأحياء الواقعة جنوبالمدينة حيث جرت اعتقالات على أساس لوائح معدة سلفاً». وارتفع عدد ضحايا الهجوم على الأحياء في بانياس اول من امس إلى ستة مدنيين. وقال المرصد إن حملة الاعتقالات مستمرة، وإن 200 شخص على الأقل اعتقلوا، منهم طفل عمره عشر سنوات، وطبيبة اعتقلت وهي تعالج مصاباً في الشارع. وأوضح أن عشرات النساء اعتقلن في قرية المرقب على بعد ثلاثة كيلومترات من بانياس. في غضون ذلك، بث التلفزيون السوري اعترافات «مجموعة إرهابية» مسلحة اعتقلت في المدينة، واعترفت عناصرها بتلقي أموال من الخارج لشراء السلاح والهجوم على مساكن العسكريين في بلدة صيدا قرب درعا بعد استغلال التظاهرات. كما أفادت «سانا» أن «عناصر مخربة» و«مجموعات إرهابية مسلحة» أضرمت مساء اول من أمس النيران في عدد من غرف مبنى محافظة حماة. ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة قوله إن «المجموعات الإرهابية المسلحة وسعت من دائرة إجرامها إذ استهدفت فجر أول من أمس ممتلكات أهالي بلدتي الروضة وضهر صفرا في محافظة طرطوس وألحقت بها أضراراً جسيمة». وأفادت «سانا» أن التلفزيون السوري بث مساء اول من امس اعترافات شاب من حمص يدعى زكريا مطلق (25 سنة) «كشف فيها طريقة تجنيده كشاهد عيان على القنوات الإعلامية المغرضة من أجل تزوير الأخبار وفبركتها واختلاق القصص والوقائع المزيفة بهدف قلب وجه الحقيقة في سورية والإساءة لقوى الأمن فيها».