تمر الأيام، تمضي الساعات، وأنا هنا بجانب قلمي وأوراقي... يتوقف الوقت «تك تك»، جرس منبه «الموبايل»... يقف حبر قلمي يسطر تساؤلات حائرة في زمن متوقف برهة (عفواً) وأنا متوقفة برهةً معه... حيثُ نستدرك إجابة معاً... لو تسألونى أنا مين؟ أرد، أنا من توقفت معك للتأمل قليلاً. أوقات يكون عمرى سنين كثيرة جداً ما أقدر أعدها، وأشيل على ظهري هماً ما أرفع رأسي منه، لو رفعته أحس بصداع... أحياناً أكون بقلب طفل سعيد وفرحان لا يهمه شيء ولا أحد يهمه، و«زمن» آخر أكون أشبه بالفراشة في كل مكان أقدر أروح وأرفرف، أدور ما بين الزهر والورد، حتى أصل إلى مكاني، نوّر القمر وتضيء النجوم، وساعات أرى الدنيا ضائقة في بعضها، وكل ما فيها ضائق بنفسه مع نفسه... وأوقات كثيرة أرى بعقلي كل من حولي على الحقيقة، مهما لبس أو تلبس من أقنعة. أجاهد نفسي مع نفسي حتى أنسى مدى الظلم الذي يملأ دنيانا ويشغل حياتنا، الناس أنفسهم مع بعضهم البعض، حلقات مرتبطة نهايتها الموت، لا نريد منه سوى حُسن الختام والنجاة من عذابه. أصوات أصداء... حرمان وخوف... بكاء في عيون بريئة لاحول لها ولا قوة، أين الذنب؟ وحروب كثيرة حولنا وحوالينا... أين المفر؟ إلى الله جلا في علاه، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». أوصي نفسي ومن يقرأ أسطر ما يخطه قلمي بتقوى الله ومخافته، لأن القرب منه سعادة وعبادة، تأنس النفس بقربه سبحانه وتعالى عما يصفون. «اللهم إني أسالك الأنس بقربك»، قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، «يتحقق للمؤمن بهذا الدعاء أربع: عزة من غير عشيرة. علم من غير طلب. غنى من غير مال. أنس من غير جماعة». «اللهم أأنسنا بقربك يارب العالمين». دق المنبه مرة أخرى ينذرني بدخول وقت الصلاة، أتمنى لكم إقامة سعيدة في تلال كلماتي وبساتين خاطرتي. جامعة الملك فيصل [email protected]