رمت أمانة الباحة بورقة تحفيزية ثانية من أجل دفع السكان على المشاركة في الانتخابات البلدية الجارية حالياً في السعودية، بالتنسيق مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة، وتجلى ذلك من خلال تقديم الأولى خطاب شكر وتقدير للشؤون الإسلامية ولخطباء المساجد على إسهامهم في دعوة المواطنين للمشاركة في الانتخابات البلدية. ووفقاً لبيان وزعته الأمانة على الصحافيين يوم أمس (السبت) أن شكر أمانة الباحة لفرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة، أتى بعد أن خصص أئمة المساجد في المنطقة خطب الجمعة (أول من أمس) للدعوة للانتخابات البلدية، الأمر الذي اعتبره الصحافيون سابقة من أمانة الباحة هي الأولى من نوعها على مستوى السعودية، بعد عزوف الكثيرين من الأهالي عن المشاركة في الانتخابات التي وصل عدد المقترعين كافة في المنطقة 2121 ناخباً (وفقاً لآخر الإحصاءات الصادرة من لجنة الانتخابات في المنطقة). وقال الناطق الإعلامي باسم أمانة مدينة الباحة عبدالرحمن الغامدي: «تم في خطب الجمعة الأخيرة الحديث عن أهمية ودور الانتخابات البلدية وما تشكله من أهمية في حياة المواطنين»، مضيفاً أن الخطباء حثوا المصلين على أهمية المشاركة في الانتخابات، مبينين لهم أن المشاركة فيها طاعة لولي الأمر ورسم لملامح المستقبل. وأردف الغامدي أن الخطباء أكدوا أهمية اختيار الأكفأ والأصلح والذين لديهم الخبرة في هذه المجالس لدرس المشاريع وإدارة الاجتماعات والبعد عن المصالح الشخصية وتقديم مصلحة الوطن وخدمة المواطنين بمنأى عن الانتماءات. بدوره، أبدى المدير العام للشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة الباحة ناصر مسفر بدران تحفظاً شديداً على الحديث حول توجيه فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف تخصيص خطب الجمعة الماضية للانتخابات البلدية، مطالباً بمخاطبته من طريق الفاكس للرد على الاستفسارات كافة. في غضون ذلك، رفض الناطق باسم الانتخابات البلدية في الباحة محمد سعيد هضبان فكرة أن هناك قلة في أعداد الناخبين وندرة في الإقبال على صناديق الاقتراع، واصفاً الحال الانتخابية بالجيدة. وقال في اتصال ل «الحياة»: «لا تعاني مراكز الاقتراع (من وجهة نظري) من قلة في صفوف الناخبين، إذ إن الناخبين القدامى المسجلين سلفاً راجعوا مراكز العملية الانتخابية بنسبة 95 في المئة، أما ما يراه الناس من إقبال أعداد قليلة على الصناديق فغالبيتهم جدد وهم في الأصل أقل من المسجلين سابقاً». وفي الوقت الذي أكد فيه عدم إبداء وزارة الشؤون البلدية أي توجيه إلى فرع الشؤون الإسلامية بشأن تخصيص خطب الجمعة الماضية لتحفيز الناس على المشاركة الفاعلة في الانتخابات، أفاد هضبان أن الأخيرة هي التي بادرت إلى دفعهم على المشاركة، معتبراً ما جرى أمراً طبيعياً نظراً إلى اعتبار الخطباء دعوتهم إلى مثل هذا الإجراء عملاً من باب الدعوة إلى أمر محمود يؤدي إلى طاعة ولي الأمر، فضلاً عن دفع الناس وحثهم على البعد عن العصبية والقبلية، موضحاً أن الفكرة مشتركة وليس هناك ما يدعو إلى التوقف عندها. وتعد دعوة الخطباء الورقة التحفيزية الثانية التي رمت بها أمانة الباحة من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة في الانتخابات البلدية، إذ تمثلت أولى «الأوراق» في تشديد أمين المنطقة ورئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية المهندس محمد بن مبارك المجلي في لقائه بالإعلاميين على إبراز العملية الانتخابية في المنطقة، وبث ثقافة الانتخابات بين أفراد المجتمع.