خمدت عاصفة دوري عبداللطيف جميل مع نهاية الموسم، وانقشع الغبار لنكتشف أن الجميع سقط ولم ينجُ سوى مدرب وحيد من أصل 14، أما البقية فاقتلعتهم «العاصفة» من مناصبهم ليحل 13 ضيفاً جديداً على المسابقة الأكبر في الملاعب السعودية. مدرب فريق التعاون، الجزائري توفيق روابح استطاع أن يكسب ثقة إدارة ناديه ويبقى عاماً آخر مع «السكري»، وليكون علامة فارقة في الموسم المقبل، فالبطل والهابط ومن كان في منتصف الترتيب اتفقوا جميعاً على إبعاد المدربين والبحث عن آخرين يكملون المشوار، ما سجل ردود أفعال متباينة على صعيد الجماهير، فليس كل استغناء يشبه الآخر، فأندية اهتزت أسوارها حزناً على رحيل مدير فني، وأخرى عمّت في سماءاتها البهجة لإبعاد مدرب جلب معه «الإخفاق»، وفرق باتت جماهيرها معتادة على نبأ الإقالة من باب التغيير. المشهد الأخير من «حكاية الاستغناء» جسدته إدارة نادي الهلال عندما احتاجت إلى أسبوع كامل من أجل اتخاذ قرار الإبقاء على المدرب سامي الجابر من عدمه، ما رفع حدة التوتر في «البيت الأزرق»، وسط مطالب جماهيرية كبيرة باستمرار «أسطورة الفريق» في منصب المدير الفني لعام آخر، إلا أن سبعة أيام من الشد العصبي لجماهير «الزعيم» انتهت بإقالة للجابر، ليكمل الأخير عقد «المرتحلين»، ويرتفع معدل «انخفاض نسبة الأمان» لمدربي الأندية المحلية. وربما أن ذلك يتجلى في فك ارتباط بطل مسابقتي الدوري، وكأس ولي العهد، فريق النصر بمدربه الأوروغوياني دانييل كارينيو، على رغم أن الأخير أسهم في حياكة إنجاز غاب عن «الفريق الأصفر» 20 عاماً، وحقق أرقاماً قياسية في تاريخ الفريق والدوري بأكمله، إلا أن «الأجعد» وجد نفسه خارج حسابات «العالمي» من دون أن تشفع له أرقامه بالبقاء. وإن كان من حطم كل الأرقام رحل، فلن يكون من الغريب استغناء فريق الفتح عن التونسي فتحي الجبال بعد سبعة أعوام «من ذهب» صعد خلالها ب «النموذجي» إلى الدوري الممتاز، ثم صعد به إلى منصة التتويج بلقب الدوري، ولكنه وجد مصير نظرائه، إذ يبدو أن الأندية في الكرة السعودية لم تعد تعتمد على معايير فنية معينة، وربما أنها لم تعد تعترف بأي معايير كانت. بطل كأس خادم الحرمين الشريفين فريق الشباب أعلن قبل أيام رحيل مدربه التونسي عمار السويح وبدأ رحلة البحث عمن يخلفه، وهو ما حدث أيضاً في الأهلي ولكنه لم يكن بالهدوء ذاته، ففور التعاقد مع البرتغالي فيتور بيريرا قادماً من مواطنه بورتو، شاع الفرح في سماء النادي الطامح إلى العودة لملامسة ذهب الدوري تفاؤلاً بفيتور الذي حط رحاله في جدة وسط جمع من الأنصار، وبعد أن فقد معه «الراقي» كل فرص التتويج، رحل وحيداً ترافقه أمتعته فقط. نور الدين زكري في الرائد، وجوكيكا في نجران، وجيوفاني سوليناس في الفيصلي، وجميل بلقاسم في العروبة، وماكيدا في الشعلة، جرفتهم سيول الإبعاد، وشربوا من كأس واحدة، ولأن عقود المدربين باتت ساخنة إلى حد يفشل معه الرؤساء في إمساكها أكثر من موسم (وفي رواية أخرى فترة انتقالات واحدة) فكان من البدهي أن يقيل الهابطان الاتفاق والنهضة مدربيهما، ولا عجب في ذلك إذا علمنا أن أبطال الموسم فعلوها، فكيف بمن هبط إلى «دوري المظاليم». وبعد موسم حافل بالعقود الملغاة، والإقالات، والاستقالات، ثمانية مدربين سيدخلون إلى عالم الدوري السعودي مع «النفق» ذاته، وعليهم جميعاً أن يقلدوا مدرب التعاون توفيق روابح ليخرجوا من النفق سالمين، لا مغادرين مقالين، والقائمة تضم الإسباني كانيدا في النصر، والروماني ريجيكامف مدرباً للهلال، والفرنسي لوران للعروبة، ومواطنه لافاني في نجران، والبلجيكي بيمول سيقود الفيصلي، فيما سيكون المصري البيباوي مدرباً لهجر، والتونسي جلال القادري للخليج، ومن قبلهم يقف المدرب السعودي الوحيد خالد القروني مشرفاً على الجهاز الفني لفريق الاتحاد.