لم يجد أحد الطلاب السعوديين المبتعثين في كوريا، والذي حضر أمس في سيول لمساندة «الأخضر» سوى تعليق لافتة بيضاء كبيرة خلف المرمى الجنوبي، كُتِبَ في وسطها بخط أخضر صغير «النعيرية»، وهي إحدى محافظات المنطقة الشرقية في مظهر من مظاهر الولاء لمحافظته التي غاب عنها طويلاً، تعليق اللوحات التي تحمل أسماء المدن والمحافظات مشهد غاب عن الملاعب السعودية ليظهر مجدداً لكن في كوريا الجنوبية التي حرمت «الأخضر» من خطف المركز الثاني أمس ورد اعتباره من مواجهة الذهاب، واستطاع المنتخب السعودي إبقاء آمال جماهيره التي ساندته في الملعب وخلف الشاشات، وعاد من سيول إلى الرياض في السادسة فجراً وفي جعبته نقطة يتيمة ساوته بنظيره الكوري الشمالي نقطياً برصيد 11 نقطة مع أفضلية هجومية كورية أبقته ثانياً والسعودي ثالثاً. التعادل السلبي الذي انتهت به مواجهة الأمس، منح منتخب «الصقور» فرصة المساواة النقطية، وبالتالي أصبحت موقعة الأربعاء المقبل في الرياض غير قابلة لأية خيارات أخرى للمنتخبين سوى الفوز لضمان التأهل مباشرة، ومرافقة «الشمشون الكوري» الذي حجز البطاقة الأولى إلى جنوب أفريقيا منذ فترة باكرة، في ظل منافسة إيرانية لهما. مواجهة الأمس كانت مسرحاً لاستعراض قدرات حارسيّ المرمى، والتي كانت الغلبة فيها للسعودي وليد عبدالله الذي نجح في التصدي لمحاولات كورية متواصلة، إذ فشل مهاجمو الضيوف في هز شباك مضيفهم، وتحديداً ياسر القحطاني الذي عجز عن متابعة تصدي حارس كوريا لي وونغ لتسديدة الشمراني القوية، إذ أعادها ياسر له برأسية ضعيفة احتضنها الحارس بسهولة، وكانت هذه هي الهجمة «الخضراء» الوحيدة في الثلث الأول، قبل أن يسدد نور كرة قوية أواخر الحصة الأولى لم تسفر عن شيء، وأبقت نتيجته سلبية. الشمراني لم يكن بأفضل حال من ياسر إذ شهد الثلث الأول من الحصة الثانية محاولة هجومية مميزة له واجه بها مرمى لي وونع لكنه بدلاً من تسديدها في الشباك أو تمريرها للقحطاني المتمركز في شكل جيد فضّل اختيار جسد الحارس مكاناً لتسديدته الضعيفة، ليخسر المنتخب السعودي فرصة التقدم. محاولات مدرب المنتخب السعودي البرتغالي بيسيرو لترجيح كفة منتخبه بدأت في عبدالرحمن القحطاني بدلاً من عبده عطيف الذي أصيب، فيما حل بعدها نايف هزازي مكان الشمراني. هذه التبديلات أسهمت نوعاً ما في تنشيط الشق الهجومي، وهو ما مكّن القحطاني من التلاعب بدفاع الكوريين وتسديد كرة جميلة نجت منها شباك أصحاب القمصان «الحمراء» بإعجوبة. الإثارة كانت تطل برأسها في هجمة وأخرى مع مرور وقت المواجهة، وكاد البديل الكوري الناجح أن يهز الشباك السعودية لولا براعة وليد عبدالله. وأسقط في يد مدرب «الأخضر»، وهو يرى خروج لاعب الارتكاز أحمد عطيف مطروداً بالبطاقة الصفراء الثانية قبل النهاية ب12 دقيقة فقط، وهو ما دفع بيسيرو إلى استبدال القحطاني وإدخال المحور خالد عزيز في سبيل إقفال منطقة المحاورة بلاعب خبير وهو ما يتوافر في البديل الأخير. رمق المواجهة الأخير كاد يشهد لحظة صناع الفرح السعودية بواسطة رأسية هزازي لكنها جاوزت العارضة الكورية بقليل ليطلق الحكم الاسترالي المميز بنجامين وليامس صافرة النهاية بالتعادل السلبي. الأربعاء المقبل سيكون لحظة الحسم التاريخية للمنتخب السعودي الذي يستضيف في آخر موجهاته على أرضه وبين أنصاره نظيره الكوري الشمالي، والفوز وحده بأية نتيجة سيكون كفيلاً بالتأهل المباشر إلى كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي.