توزع مناوئو النظام اليمني ومؤيدوه في حشود كبيرة قدرت بمئات الآلاف لأداء صلاة الجمعة أمس، بين شارع الستين وميدان السبعين في العاصمة صنعاء، في مشهد يتكرر كل أسبوع منذ اندلاع الأزمة الراهنة وبدء حركة الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح في 16 شباط (فبراير) الماضي، في وقت لا تزال المبادرة الخليجية لإيجاد حل سلمي توافقي تراوح مكانها بعد رفض الرئيس توقيعها بصفته رئيساً للجمهورية وإصرار المعارضة على تنفيذها بحذافيرها. وأطلقت المعارضة على يوم أمس تسمية «جمعة وفاء الشعب للجنوب» في تعبير عن وحدة القوى الداعية الى التغيير وتلازم أهدافها في سائر أنحاء اليمن، بالإضافة إلى التضامن مع ضحايا الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية. ولوحظ أن خطبة الجمعة في شارع الستين ألقاها الشيخ توهيب الدبعي الذي اعتقلته السلطات الأمنية قبل أيام ثم أطلقت سراحه تحت ضغط الاحتجاجات الواسعة. ودعا الدبعي التي ترجمت بعض فقرات خطبته الى الانكليزية لتوصيل رسالة الى العالم، إلى تفعيل العصيان المدني لإجبار النظام على الرحيل، مهيباً بالتجار ورجال الأعمال والموظفين في كافة القطاعات الحكومية الاستجابة الى «نداء الثورة بتنفيذ عصيان مدني شامل يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع». كذلك شهدت «ساحات التغيير» في تعز وعدن والحديدة وإب وحضرموت وذمار وصعدة وحجة ومأرب والضالع ولحج والبيضاء، حشوداً مماثلة طالبت بالرحيل الفوري للرئيس ورفضت المبادرة الخليجية، كما رددت في شكل جماعي شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، وشعارات أخرى تؤكد الصمود واستمرار الاعتصامات في مختلف المحافظات. أما في ميدان السبعين غير البعيد عن شارع الستين، فألقى الرئيس صالح على أنصاره ومؤيديه بعد أدائهم صلاة «جمعة الأمن والاستقرار» خطاباً مقتضباً شاكراً وفاءهم للشرعية الدستورية وأكد ثباته في مواجهة الفوضى والانقلابات، وندد بقطع لسان شاعر من مؤيديه متهماً المعارضة بارتكاب الجريمة، وقال: «إن ما تقوم به العناصر الخارجة عن النظام والقانون من اعتداءات على المواطنين والتي كان آخرها قطع لسان أحد الشعراء المؤيدين للشرعية الدستورية إنما مجرد بداية سيليها قطع الأرجل والأيدي ثم قطع الرؤوس». وأضاف: «هذا هو مشروع القوى المتخلفة، القوى الرجعية، القوى المتطرفة... قوى الإرهاب. شعبنا قال كلمته في 2006 والآن يكرر نعم للشرعية ولا للفوضى والتخريب ولا للمشروع الانتقامي، مشروع الحقد والكراهية والبغضاء من قبل الخارجين عن النظام والقانون». ووجه صالح وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية ب «ملاحقة الذين قطعوا لسان الشاعر وتقديمهم الى المحاكمة سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو أياً كانت صفتهم».